في يومها الوطني.. الهند تشعل شمعة استقلالها الـ73
في مثل هذا اليوم قبل 73 عاما، تحصل الهند على استقلالها عن الحكم البريطاني، عقب عصيان مدني وحركات مقاومة غير مسلحة.
أكثر من 3 عقود مرت منذ طوت الهند صفحات الاستعمار البريطاني، لتدون في الـ15 من أغسطس آب 1947، بأحرف من ذهب، بداية عهد جديد يدخل فيه الحكم مجال السيادة الوطنية، وينطلق منذ ذلك الحين مسار ما عرف سابقا بالهند الشمالية، الدولة المستقلة من بلدان رابطة الشعوب البريطانية أو «الكومنولث».
ففي مثل هذا اليوم قبل 73 عاما، حصلت الهند على استقلالها عن الحكم البريطاني، عقب عصيان مدني وحركات مقاومة غير مسلحة.
وتستعرض "العين الإخبارية" الخطوط العريضة لاستقلال الهند، والذي تصادف ذكراه هذه المرة ذروة أزمة متفجرة مع باكستان عقب ضم نيودلهي الجزء الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.
الاستقلال
حصلت الهند على استقلالها عقب حركات مقاومة غير مسلحة وعصيان مدني بقيادة المؤتمر الوطني الهندي بزعامة مهاتما غاندي و جواهر لال نهرو، بفارق يوم واحد عن استقلال باكستان.
وتزامن الاستقلال مع تقسيم شبه الجزيرة الهندية، لتسيطر الأغلبية الهندوسية على الهند وتسيطر الأغلبية المسلمة على باكستان، غير أن هذا التقسيم فجر أعمالا عدائية وحركات عنف وتهجير أسفرت عن مقتل ما بين 500 ألف إلى مليون شخص، فيما هاجر نحو 10 ملايين شخص بين الهند وباكستان.
ومنذ الاستعمار البريطاني، واجهت الهند عقب استقلالها موجات عنف ديني وانفصالي، حيث عانت ولا تزال من حركات تمرد إقليمية، خصوصا في ولاية جامو وشمال شرقها، علاوة على النزاع مع باكستان حول إقليم كشمير، والذي تطور في الكثير من محطاته إلى حروب دامية وصولا إلى تسعينيات القرن الماضي.
أبرز تواريخ ما بعد الاستقلال
محطات عديدة وأحداث مفصلية رسمت التاريخ الحديث والمعاصر للهند، هذا البلد الذي يعد قوة اقتصادية وسياسية وبشرية صاعدة ودولة نووية لها وزنها الإقليمي والدولي، خصوصا أنها تملك ثالث أكبر جيش في العالم، وتصنف التاسعة عالميا من حيث الإنفاق على القوة العسكرية.
وفي عام 1950، بدأت الهند بالعمل بدستورها الذي أقر نظام الاتحاد الفيدرالي وقسم الهند إلى ولايات، كما أقر النظام البرلماني، علاوة على الحقوق الأساسية للمواطنين.
بعد ذلك بنحو عامين تقريبا، فاز حزب المؤتمر الوطني الهندي بزعامة جواهر لال نهرو في أول انتخابات عامة تشهدها البلاد بعد الاستقلال، قبل أن تنجح السلطات في 1956 في استرداد أقاليمها التي كانت خاضعة للسيطرة الفرنسية.
لكن من المحطات القاتمة في تاريخ الهند كانت حربها مع الصين عام 1962، والمتفجرة بسبب نزاع على الحدود، لتعقبها 3 سنوات من الحرب الهندية الباكستانية جراء الصراع المستعر حول كشمير.
أما الحرب الثالثة مع باكستان فكانت في عام 1971، لكن هذه المرة حول بنجلاديش التي كانت تعرف بباكستان الشرقية.
وفي عام 1974، أعلنت الهند إجراء تجربتها النووية الأولى، تلتها خمس تجارب أخرى في 1997.
عام 2000 كانت له رمزيته أيضا، ففيه سجل تعداد السكان في الهند مليار نسمة.
كشمير وذروة الأزمة
قبل أقل من أسبوعين، ألغت نيودلهي بنود المادة 370 من الدستور، التي تمنح الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم، قبل أن يصادق البرلمان الهندي، على قرار تقسيم ولاية جامو وكشمير إلى منطقتين (منطقة جاومو وكشمير ومنطقة لداخ)، تتبعان بشكل مباشر الحكومة المركزية.
وجاء القرار بموجب مرسوم رئاسي نافذ على الفور، ما فجر استنكارا واسعا لدى باكستان، لتبلغ الأزمة بين الجانبين ذروتها، في وقت تتنامى فيه مخاوف الكشميريين من أن يقود القرار نحو إحداث تغيير في التركيبة السكانية للمنطقة، وهو ما تنفيه نيودلهي.
وعلى ضوء الأزمة المشتعلة، توالت الدعوات الإقليمية والدولية إلى ضبط النفس والتهدئة، تجنبا لحرب دامية جديدة.
وطالبت الولايات المتحدة بفتح حوار مباشر بين الهند وباكستان بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه، كما دعت السعودية والإمارات إلى ضبط النفس، وضرورة اتباع الحوار للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة.
aXA6IDMuMTQ0Ljg2LjM4IA==
جزيرة ام اند امز