كشمير.. إقليم مشتعل بين الهند وباكستان منذ 7 عقود
تاريخ النزاع حول إقليم كشمير بين الهند وباكستان يعود إلى أغسطس عام 1947
خفضت باكستان، أمس الأربعاء، مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جارتها الهندية، معلنة طرد السفير الهندي وتعليق التبادل التجاري مع نيودلهي ردا على إلغائها الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه.
وكانت الهند أصدرت الإثنين الماضي مرسوما رئاسيا ألغى الحكم الذاتي الذي كان قائما في هذه المنطقة على مدى 7 عقود، بعد فرضها حظر تجوّل صارما فيها.
ومنذ القرار الهندي الخاص بالإقليم المتنازع عليه، بدأ الصدام بين الجانبين من خلال التصريحات، وسط دعوات دولية للتهدئة، التقرير التالي يرصد رحلة الإقليم المتنازع عليه منذ 70 عاما.
أسباب الخلاف
يعود تاريخ النزاع حول إقليم كشمير بين الهند وباكستان إلى أغسطس/آب عام 1947، فبعد إعلان استقلال الهند عن الحكم الإنجليزي قرر البرلمان حينها تقسيم الولايات تبعاً للمذهب الديني.
ووفقا للتقسيم تنضم الولايات ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، والغالبية المسلمة إلى باكستان، وفقاً لرغبة السكان الأصليين للولايات، إلا أن هذا الانضمام لم يمر بسلام على "إقليم كشمير".
شهد كشمير مصادمات مسلحة، تدفق على إثرها رجال القبائل الباكستانية لمساندة المسلمين، وطلبت حكومة كشمير آنذاك مساعدة الهند، وأعقب ذلك دخول القوات الهندية، ولكن ترتب على ذلك دخول القوات الباكستانية إلى المنطقة، وبدأ القتال بينها وبين القوات الهندية.
استمر القتال لفترة تزيد عن عام كامل حتى يناير/كانون الثاني عام 1949، وآنذاك تدخلت الأمم المتحدة وتوقف القتال، وأنشئ خط وقف إطلاق النار، جاعلاً ثلثي مساحة كشمير وأربعة أخماس السكان تحت السيطرة الهندية، والباقي تحت السيطرة الباكستانية.
وتقول الهند إن ولاية جامو وكشمير ملك لها، وتحكم الهند ما يقارب 43% من المنطقة، إذ تسيطر على جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي.
وتنازع باكستان التي تحكم نحو 37% من جامو وكشمير، أو ما يُعرَف بـآزاد كشمير (كشمير الحُرّة) وجلجت بالتستان.
أمّا الصين فتحكم حالياً منطقة ديمشوك ووادي شاكسغام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند على هذه الأقاليم منذ استيلائها على أكساي شن، خلال الحرب الهندية الصينية عام 1962.
ولم تهدأ التوترات بين البلدين، والتي أثرت تبعتها على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومر بهما كثير من الأزمات، كما شكلت التوترات المتفاقمة بين الدولتين مصدر قلق كبيراً للمجتمع الدولي.
صراعات مستمرة
لم تمنع معاهدة الأمم المتحدة خوض الدولتين 3 حروب منذ عام 1947، واقتربتا من حرب أخرى عام 1999.
ففي أغسطس/آب 1965، خاض البلدان حرباً قصيرة لكنها كانت مريرة، وفي ديسمبر/كانون الأول 1971 دعمت الهند حرباً في باكستان الشرقية التي كانت تسعى للاستقلال، وانتهت بإنشاء بنجلاديش.
وفي مايو/أيار 1999، حاول جنود باكستانيون ومقاتلون بالتسلل إلى مواقع هندية عسكرية في جبال كارجيل، لكن الهند ردت بغارات جوية وبرية ونجحت بطردهم منها.
أكتوبر/تشرين الأول 2001، أدى هجوم مدمر من قبل باكستان على مجلس الولاية في إقليم كشمير الخاضع للهند إلى مقتل 38 شخصاً، وبعد شهرين تسبب هجوم ثانٍ على البرلمان الهندي في دلهي في مقتل 14 شخصاً.
وفي عام 2006 اتخذ البلدان خطوات نحو تنفيذ معادلة الحوار وتقوية العلاقات الثنائية، ولكنها لم تكلل بالنجاح، لاستمرار رغبة البلدين في الاستحواذ على الإقليم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، أدت الهجمات المنظمة على محطة سكة الحديد الرئيسية في مومباي والفنادق الفاخرة إلى مقتل 166 شخصاً، وألقت الهند باللائمة على جماعة "عسكر طيبة"، التي تتخذ من باكستان مقرا لها.
يناير/كانون الثاني 2016، أدى الهجوم الذي استمر مدة 4 أيام على القاعدة الجوية الهندية في باثانكوت إلى مقتل 7 جنود هنود و6 مسلحين.
وفي 18 سبتمبر/أيلول 2016، في هجوم على قاعدة للجيش الهندي في أوري في كشمير (الجزء التابع للإدارة الهندية) أسفر عن مقتل 19 جنديا.
30 سبتمبر/أيلول 2016، قالت الهند إنها نفذت ضربات على المسلحين في كشمير (الجزء التابع للإدارة الباكستانية)، لكن الأخيرة نفت حدوث أي ضربات.
أهمية الإقليم
يحتل إقليم جامو وكشمير، الذي يتشارك في حدوده الصين والهند وباكستان، موقعاً استراتيجياً مهماً في جنوب القارة الآسيوية، وتبلغ مساحته نحو 84471 ميلاً مربعاً، ويشكل المسلمون فيه أكثر من 90% من السكان.
وتعد أهمية الإقليم للهند استراتيجية، حيث ترتبط قضية كشمير بتوازن القوى في جنوب آسيا، وتوازن القوى بين الهند والصين، أما أهميته لباكستان فجغرافية وسكانية، حيث تنبع أنهار باكستان الثلاثة (السند وجليم وجناب) منه، وتنفتح الحدود بين باكستان والإقليم، وهو ما يشكل تهديداً للأمن القومي الباكستاني في حال سيطرة الهند عليه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز