خبراء: الاحتفال باليوم الوطني السعودي رد على المتربصين بالمملكة
في ذكرى مرور 87 عاما على تأسيس السعودية، رأى خبراء سياسيون أن احتفال السعوديين جاء ردا على المتربصين
بينما تعج وسائل التواصل الاجتماعي بملايين المحتفلين باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، في ذكرى مرور 87 عاما على تأسيسها، رأى خبراء سياسيون أن هذا الاحتفال جاء ليرد على المتربصين ممن يحاولون حياكة المؤامرات ضد المملكة.
واتفق ثلاثة خبراء مصريين على أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يجمع بين هزيمة المتربصين من جهة لإدراك الشعب السعودي بما يحاط بدولتهم والمنطقة، وبين تفاؤل السعوديين بما هو قادم على كافة الأصعدة من جهة أخرى.
فيما ذهب خبير سياسي سعودي إلى أن الاحتفال بالعيد الوطني، يشير إلى مكانة ذلك اليوم ودلالاته لما تبعه من ريادة للمملكة العربية السعودية في المنطقة ومساندتها الجميع على حد سواء.
والسبت المقبل، يحتفل الشعب السعودي بمرور 87 عاما على توحيد وبناء وتأسيس المملكة العربية السعودية، فيما بدأت الاحتفالات بالذكرى قبل يومين بالتزامن مع بداية العام الهجري الجديد.
الاحتفال مبكرا.. رسالة جديدة
عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية (حكومية)، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية إن اليوم الوطني يشكل أهمية خاصة في نفوس السعوديين، وازدادت هذه الأهمية عاما بعد عام في ظل قيادة المملكة الحكيمة وريادتها في المنطقة.
واعتبر الخبير السياسي حرص السعوديين على الاحتفاء بيوم بلادهم الوطني بشكل أكبر من كل عام هو أبلغ رد منهم على المتربصين، حيث يبعث برسالة مختلفة عن كل عام مفادها إدراكهم ما يحاك ضد دولتهم والمنطقة بالكامل من مؤامرات.
"دولتنا متماسكة".. هذا هو نص الرسالة كما يقول عطا، ويتفق معه فيها محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة (حكومية)، قائلا لـ"بوابة العين": الرد كان عمليا، فلم يكن احتفاء عاديا في اليوم نفسه لكن سبقه بأيام، ولم يكن أيضا من سعوديين فحسب بل كان من كل محب للمملكة التي نتمنى لها استمرار الاستقرار والأمن والامان".
متفقا معهم، قال مختار غباشي، نائب مركز العربي للدراسات الاستراتيجية، لـ"العين": إن تعزيز الاحتفال باليوم الوطني السعودي من قبل السعوديين حمل في طياته رسالة للرد على جميع ما يحاك ضد المملكة"، مستبعدا حدوث أية قلاقل على أراضي المملكة.
هزيمة المتربصين بالمملكة
ووفق الخبراء السياسيين، فإن احتفال السعوديين بهذا الحجم من التدفق يعكس هزيمة المتربصين، الذين أشاعوا إمكانية حدوث حراك ما داخل المملكة.
ويعلق على ذلك، محمد حسين، الخبير السياسي المصري، قائلا: إن السعودية قادرة على حل كل المشكلات، هذا إن وجدت من الأساس، بصورة ودية وسليمة من خلال اتباعها نهج التوفيق والمصالحة وسعة الصدر، كما اعتادت.
ويضيف: ندرك أن هناك من يتربص بالمملكة، فهي مستهدفة مثل مصر تماما، لغناها وكبر إقليمها ومكانتها الدينية بين أوساط المسلمين، وبالتالي لا يجب أن نتركها تستهدف.
ومن أشكال هزيمة المتربصين، بحسب حسين، أن أي أمير سعودي في أي منطقة بابه مفتوح للجميع، فالأمراء في القيادة والحكومة ليسوا بمعزل عن الشعب السعودي.
ولفت الخبراء إلى أن السعوديين يملؤهم الأمل بالقيادة الحالية للمملكة، فأشار محمد حسين إلى أن قطاعا واسعا من المواطنين يتطلعون لحكمة وقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في المرور بالمملكة من أية أزمات مستقبلية أو مؤامرات أو حيل.
الأمر نفسه، قاله عطا الذي أوضح أن الأوضاع الاقتصادية أيضا إلى جانب السياسية هي السبب في تفاؤل السعوديين وانتظارهم للأفضل كما اعتادوا من قياداتهم.
اليوم الوطني للسعودية.. تاريخ وحاضر
ويروي خليل الخليل، الخبير السياسي السعودي وعضو سابق بمجلس الشورى السعودي لـ“بوابة العين" الإخبارية دلالة اليوم الوطني للملكة العربية السعودية للسعوديين، قائلا: اليوم الوطني يعيدنا إلى الأيام الأولى، تلك الدولة التي أعاد تأسيسها البطل العربي المؤمن بالدِّين والدولة الإمام والسلطان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود على أرض أجداده، ومعه إخوته وأبناء عمومته من آل سعود ورجاله المخلصون من عوائل وقبائل البلاد الشاسعة.
ويتابع قائلا: "التفوا حوله عام 1902م، فعاد للرياض من منفاه في الكويت ليؤسس (الدولة السعودية الثالثة)، وهاهي الدولة السعودية صامدة عزيزة منذ تلك المبادرة الشجاعة التاريخية إلى اليوم".
وحول أهمية اليوم الوطني تاريخيا يوضح: قاتل المؤسس وإخوته وأبناء عمومته ورجاله لمدة 30 عاما على ظهور الجمال والخيول، متسلحين بإيمانهم وإرادتهم، فوحدوا أطراف البلاد تحت قيادة واحدة، وكان عام 1932م العام الذي اكتمل فيه البناء وولدت الوحدة العربية الأولى في التاريخ الحديث باسم (المملكة العربية السعودية)، وعلمها الأخضر مطرز بالسيف والنخلة وكلمة لا إله الا الله؛ تعبيرا عن هوية الدولة في قيادتها وشعبها وتوجهها العروبي الإسلامي الذي تملؤه العقيدة والعزة والإرادة والقوة باستقلالية وافتخار.
ولم يكتف الخبير السعودي بتوضيح أهمية العيد الوطني للسعوديين، لكنه تطرق، خلال حديثه لـ"بوابة العين الإخبارية" عبر الهاتف، للدور الريادي للرياض بالمنطقة، والذي يدفع الجميع للاحتفال بذلك اليوم، قائلا: للعرب والمسلمين الحق في الاحتفال باليوم، حيث شاركت الدولة السعودية مع العرب في جميع معارك التحرير عسكريا وثقافيا، فكانت مشاركة في دعم تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وفي حرب فلسطين عام 1948م وفي تحرير الكويت من الغزو الصدامي عام 1990م، كما أنها دولة مؤسسة للجامعة العربية ولمنظمة الأمم المتحدة، ولمجلس التعاون الخليجي، وإحدى الدول الـ20 الأولى اقتصاديا في العالم، ودوما على علاقة إخاء وتعاون مع قيادات العرب والمسلمين بل قيادات المجتمع الدولي بأسره.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز