الدعم الكبير الذي يحظى به المجلس الوطني الاتحادي من قبل القيادة الإماراتية كان له دور بارز في تمكن المجلس من تحقيق إنجازات
أربعة عقود ونيف من عمر المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي عقد أولى جلساته في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧٢، المجلس الذي كان عبر تاريخه ولا يزال الصوت العالي للشعب الإماراتي، والمنبر الأكبر والأعلى للتعبير عن تطلعاتهم وتحقيق طموحاتهم، والذي جمع تحت سقفه نخبة من أبناء الإمارات الذين تمكنوا من تحقيق عدد من المنجزات والوقوف على الملفات والقضايا التي تهم المجتمع، بما له من دور فعال في الإسهام بطرح المقترحات وتقديم التوصيات والمشورة إلى أصحاب القرار بصفته التشريعية، وعمله المخلص والمسؤول والواعي خدمة للوطن والمواطن عبر دوره التكاملي مع الحكومة بصفته الرقابية، عدا عن دوره الكبير في الوصول بالمجتمع الإماراتي إلى مرحلة متقدمة من النضج والوعي الوطني الذي يعكسه الالتفاف خلف قرارات القيادة الحكيمة.
الدعم الكبير الذي يحظى به المجلس الوطني الاتحادي وأعضاؤه وعمله من قبل القيادة الإماراتية إيمانا منها بالدور المحوري والمهم له في تعزيز المشاركة الشعبية ورفع مستويات الوعي السياسي وتمكينه، كان له دور بارز وكبير في تمكن المجلس من تحقيق إنجازات متعددة في مختلف المجالات
في ١٢ يونيو من العام الجاري ٢٠١٩ أصدر سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله، مرسوما اتحاديا يقضي بفض دور الانعقاد العادي الـرابع من الفصل التشريعي الـ١٦ للمجلس، ما مثل مرحلة جديدة في عمل المجلس، بالتوازي مع كونه تحديا جديدا يضاف إلى قائمة تطول من التحديات التي واجهته سابقا، وحولها بفضل العمل الدؤوب لأعضائه جنبا إلى جنب مع الحكومة وبمتابعة واهتمام وتوجيهات حثيثة من القيادة الإماراتية إلى إنجازات متعددة، ليس أقلها التأثير الإيجابي الكبير على مستوى الوعي السياسي والتجربة الانتخابية في الدولة، فضلاً عن دوره في توسيع دائرة مشاركة المواطن في تسيير شؤونه العامة بتنسيق وانسجام كامل مع القيادة الحكيمة.
إن المنجزات التي تحققت في مسيرة المجلس الوطني الاتحادي منذ تأسيسه تطول ومن الصعب حصرها في مقال واحد، ويكفي النظر إلى إنجازات الدورة التشريعية الأخيرة والتي شهدت انعقاد ٧٠ جلسة أقر خلالها ٥٢ مشروع قانون، ونوقش ٢٦ موضوعا وقدم ١٧٥ توصية ووجه ٢٢٦ سؤالاً، فيما وافقت الحكومة على نسبة.
الدعم الكبير الذي يحظى به المجلس الوطني الاتحادي وأعضاؤه وعمله من قبل القيادة الإماراتية إيمانا منها بالدور المحوري والمهم له في تعزيز المشاركة الشعبية ورفع مستويات الوعي السياسي وتمكينه، كان له دور بارز وكبير في تمكن المجلس من تحقيق إنجازات متعددة في مختلف المجالات، والتي انعكست في نتائجها إيجابا على الحياة اليومية للمواطنين، وهو ما يعد ترجمة على أرض الواقع لبرنامج التمكين السياسي الذي أعلن عنه سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله عام ٢٠٠٥، والذي يهدف إلى تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، وتعزيز مشاركة المواطنين في العمل الوطني ومساهمتهم في عملية صنع القرار.
إن التجربة السياسية الإماراتية تعد رائدة في المنطقة، بل من أكثر التجارب نجاحا وازدهارا لما حققته من منجزات وصلت حرفيا إلى الفضاء، وذلك ما كان ليتم لولا الوعي الكبير للقيادة الإماراتية بقواعد العمل السياسي وإدارة الدولة وتحقيق المكتسبات، والمجلس الوطني الاتحادي يمثل اليوم إحدى اللبنات الأساسية للدولة وبناء مستقبلها ومستقبل أبنائها، عبر دوره التكاملي مع جميع المؤسسات، كمجلس كرس مبدأ الشورى الذي لطالما حرص على تطبيقه والعمل به المغفور له بإذن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع فتح الباب أمام المواطنين في يوم الانتخاب الرئيسي ليس أقل ما يمكن عمله تعزيزا وإيمانا برؤية القيادة الإماراتية هو تنفيذ الواجب الوطني في انتخاب الأعضاء الذين عبروا عبر برامجهم الانتخابية عما يطمحون لتحقيقه بغية خدمة الوطن والمواطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة