يوم كولومبوس.. احتفال أمريكي عابر للحدود

يحتفل عدد من الدول في الأمريكتين وأوروبا، بما يعرف بـ "يوم كولومبوس" وهو إجازة وطنية بمناسبة ذكرى وصول كريستوفر كولومبوس، لقارتي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، لأول مرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1492.

والعطلة التي يطلق عليها أسماء مختلفة في الدول المحتفية بهذه الذكرى، لم تكن قائمة قبل أوائل القرن العشرين عندما تقرر الاحتفال بهذه المناسبة.

• صور.. اكتشاف مقبرة جماعية من حقبة ما قبل كولومبوس

وكولومبوس هو رحالة، ولد في مدينة جنوة في إيطاليا ودرس الرياضيات والعلوم الطبيعية في جامعة بافيا. وفي القرن الخامس عشر، عبَر المحيط الأطلسي في ثلاث رحلات متتابعة، ووصل إلى الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1492، لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان في رحلته الثانية عام 1498.

وتكونت رحلة كولومبوس الأولى من 3 سفن؛ وقد أبحر معه وفقا للروايات التاريخية بحار مسلم يدعى بيدرو ألونسو، وفي رحلته الثانية، يقال إن كولومبوس استعان بيهودي يجيد العربية ويدعى لويس دي توريس، ليتحدث مع الأشخاص الذين قابلهم في الأمريكتين رحلته الأولى.

جدل تاريخي

ورغم أن اكتشاف هذه الأراضي مثبت ومنسوب لكولومبوس عبر التاريخ، إلا أن القضية لا تزال محلا للجدل بين دارسي التاريخ والجغرافيا.

فبعض الدراسات، مثل بحث للدكتور كريج كونسيداين أستاذ علم الاجتماع بجامعة رايس، تتحدث عن اكتشاف المسلمين للقارة الأمريكية قبل كولومبوس بقرون. وقال في كتاب له بعنوان: "المسلمون في أمريكا: اختبار الحقائق"، إن مسلمي أوروبا وأفريقيا سافروا بالفعل عبر مسافات شاسعة وعبروا المحيط الأطلسي وتفاعلوا ثقافيا وتجاريا مع الهنود الحمر –السكان الأصليون.

كما وثق الباحث سايروس جوردون العثور على عملات عربية من القرن الثامن الميلادي، وتحدث عن ذلك في كتابه بعنوان: "قبل كولومبوس".

وذكر موقع Scientific American أنه قبل نحو خمسة قرون من اكتشاف كولومبوس للأمريكتين، كان مقاتلو "الفايكنج" قد وصلوا إلى سواحل جزيرة جرينلاند وقارة أمريكا الشمالية.

وأشار الموقع لدراسة نشرتها دورية "نيتشر" في أكتوبر /تشرين الأول العام الماضي، بأن الفايكنج أنشأوا مستوطنةً لهم في "لانس أو ميدوز" في أقصى الطرف الشمالي لجزيرة نيوفوندلاند في كندا. وأرجع الباحثون الذين أعدوا الدراسة وهم من جامعات هولندية وألمانية وكندية، "وجود الفايكنج في أمريكا الشمالية إلى وقت مبكر من عام 1021 بعد الميلاد، أي قبل اكتشاف كولومبوس ليابسة الأمريكتين بحوالي 471 عامًا.

وكانت رحلات كولومبوس إلى الأمريكتين قد تبعتها زيارات أخرى.

ووفقا لدراسات تاريخية، فقد واصل مسلمون من الأندلس رحلاتهم البحرية عبر المحيط الأطلسي. وفي عام 1527 م أبحر مسلم أسود من الرقيق اسمه إستيفانيكو دازامار، من سواحل إسبانيا ليصل في العام التالي، برفقة 300 رجل، إلى بحيرة تامبا بولاية فلوريدا. ويشاع أن إستيفانيكو اكتسب شهرة بين السكان الأصليين كـ"معالج روحاني" وتوفي في منطقة نيومكسيكو الحالية عام 1539.