مرض جنسي يثير الذعر في أوروبا.. ودراسة تبرئ كريستوفر كولومبوس
اتهامات استمرت عدة قرون بأن كريستوفر كولومبوس هو من نقل هذا المرض الجنسي إلى أوروبا لممارسته الجنس مع نساء الهنود الحمر في أمريكا
تسود حالة من القلق في أوروبا من تضاعف أعداد المصابين بمرض جنسي، لا سيما بين الرجال الذين يشكلون الغالبية العظمى من الضحايا، إلا أن دراسة حديثة برأت المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس من تهمة أنه أول من جلب المرض من أمريكا إلى أوروبا.
وكان المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض أعلن أن عدد المصابين بمرض الزهري في أوروبا ارتفع من 33 ألفا عام 2017 إلى 260 ألفا في عام 2019، وأن أكثر الإصابات بمرض الزهري سجلت في دول أيسلندا وأيرلندا وبريطانيا وألمانيا ومالطا.
ومرض الزهري، المعروف باسم السفيليس أيضا، من الأمراض الجنسية، التي تنتقل غالبا عن طريق الاتصال الجنسي دائما، وفي كثير من الأحيان يصاب به الأطباء خاصة خلال عملية نقل الدم، وهناك أيضا حالات ينتقل فيها المرض عبر الاتصال المباشر بالمريض.
وأظهرت دراسة جديدة أن كريستوفر كولومبوس لم يكن مسؤولا عن جلب الزهري إلى أوروبا، حيث كان الاعتقاد السائد لفترة طويلة أن كولومبوس وطاقمه هم من نقلوا المرض الجنسي إلى قارة أوروبا بعد سفرهم إلى الأمريكتين .
ومع ذلك، أظهر تحليل 6 هياكل عظمية في فنلندا، و2 في إستونيا وواحد من هولندا وجود 4 عينات إيجابية لبكتيريا الزهري.
وهذا يدل على أن المرض الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي كان ينتشر في جميع أنحاء أوروبا في أوائل القرن الرابع عشر.
وبالنظر إلى أن كولومبوس لم يبحر حتى 3 أغسطس 1492، يقول علماء من جامعة زيوريخ السويسرية إن المستكشف ومغامراته ليست السبب الجذري لتفشي مرض الزهري الذي استمر لمدة 3 قرون.
ومع ذلك لم تفسر الدراسة سبب تفشي المرض في أوروبا من أواخر القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن الزهري ومسببات الأمراض ذات الصلة تطورت لأول مرة قبل حوالي 2500 سنة.
ولكن بالنسبة للزهري التناسلي على وجه الخصوص، كان أحدث سلف مشترك بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر.
وقالت البروفيسورة فيرينا شونيمان، وهي باحثة في جامعة زيوريخ: "يبدو أن أول ظهور معروف لمرض الزهري لا يمكن أن يعزى فقط إلى رحلات كولومبوس إلى أمريكا، حيث تشير النتائج إلى أن الجينوم يعود إلى ما بين أوائل القرن الخامس عشر والثامن عشر".
وتشير البيانات المتوفرة إلى أن واحدا من كل 5 من سكان العاصمة البريطانية لندن في القرن الثامن عشر كان مصابا بالزهري.
وتأتي الدراسة لتبرئ كولومبوس وطاقمه من تهمة نقل المرض إلى أوروبا، والاعتقاد بأنهم أصيبوا بهذا المرض من خلال ممارستهم الجنس مع نساء الهنود الحمر الذين كانوا يسكنون الأمريكتين.
وقبل هذه الدراسة، كانت أول حالة مسجلة من قوات المرتزقة الفرنسية في عام 1495، بعد بضع سنوات فقط من عودة كولومبوس إلى أوروبا بعد اكتشاف "العالم الجديد".
ثم حدث أيضا في نابولي، بعد الغزو الفرنسي خلال الحرب الإيطالية من 1494-1498، وهذا هو السبب في أنه يطلق عليه أحيانا "المرض الفرنسي".