تحذير من الداخل.. حرب أوكرانيا تكشف «هشاشة الناتو»

في ظل التوترات عبر الأطلسي واستمرار حرب أوكرانيا وما استحدثته من تقنيات جديدة، يوجه أعضاء الناتو تحديات متزايدة.
أطلقت غريس كاسي، مستشارة الدفاع البريطانية تحذيرا من أن لندن وحلفاءها في الغرب يتحركون ببطء شديد فيما يتعلق بتبني التقنيات العسكرية الجديدة.
وفي تصريحات لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قالت كاسي وهي عضو في فريق مراجعة الدفاع الحكومي البريطاني رفيع المستوى إن الحرب في أوكرانيا لعبت دورًا محوريًا في كيفية نظر المراجعين إلى تقنيات ساحة المعركة الجديدة.
تكيّف كلا الجانبين بسرعة لنشر المسيرات وأجهزة الاستشعار وأنظمة التشويش حيث انطلقت كييف من نقطة ضعف في القدرات التقليدية، بينما كانت موسكو مقيدة بما يمكنها الحصول عليه بسبب العقوبات الدولية.
وأضافت كاسي "هناك معركة للحفاظ على ميزة غالبًا ما تكون قصيرة الأجل لأن دورات الابتكار قصيرة للغاية", وأوضحت أن هذا ينطبق بشكل خاص على المسيرات حيث قد يعني التنافس أنه "يمكن تشغيلها في يوم واحد، ولكن ربما بعد أسبوع لا يمكن ذلك".
وحذرت كاسي من أن تقرير الدفاع الاستراتيجي البريطاني يظهر "أن أمامنا طريقًا طويلاً قبل أن نكون مستعدين للقتال بهذه الطريقة"، لافتة تحديدا إلى بطء عمليات الشراء التي تعرقل المملكة المتحدة، إلى جانب عدم الرغبة في المخاطرة والاعتماد المفرط على عدد قليل من موردي الدفاع الرئيسيين.
وكانت كاسي وهي مستثمرة في شركات أمن ناشئة ومستشارة سابقة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، واحدة من 6 خبراء من الخارج تم اختيارهم للمساعدة في توجيه مسار مراجعة الدفاع الاستراتيجي.
وركّزت مراجعة الدفاع الاستراتيجي، وهي تقييم مستقلّ رئيسيّ لأبرز التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة، تركيزًا كبيرًا على ضرورة أن تكون بريطانيا "جاهزة للمعركة" من خلال الاستثمار في القدرات المتطورة والذخائر والأسلحة بعيدة المدى.
وفي حين وافق الوزراء على جميع توصياتها، رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحديد جدول زمني لإنفاق 3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد على الدفاع، وهو ما اعتبر الخبراء أنه الحد الأدنى اللازم لتنفيذ المراجعة بكاملها.
وأوصى تقرير الدفاع الاستراتيجي بمهلة 3 أشهر لاستخدام أحدث التقنيات، في محاولة لمواكبة وتيرة الحرب الحديثة.
وقالت كاسي، إن الدرس ضروري على مستوى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأكدت "إذا رفعنا الإنفاق الدفاعي إلى 5% غدًا، وما زلنا على عاداتنا القديمة، فلن نكون مستعدين للمستقبل".
وأضافت "نحن داخل الناتو وليس فقط في المملكة المتحدة، بل جميع الدول الأعضاء الأخرى في الحلف بحاجة إلى التغيير لنتمكن من إنفاق أي من هذه الأموال الجديدة بشكل أفضل".
وكان الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قد دعا جميع الدول الأعضاء إلى تخصيص المزيد من الأموال لدفاعها، محذرًا الأسبوع الماضي من أن روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الناتو في غضون 5 سنوات.
لكن كاسي اعتبرت أن أنواعًا أخرى من الهجمات في "المنطقة الرمادية" مثل الهجمات الإلكترونية وتهديدات البنية التحتية الوطنية الحيوية تعد أكثر إلحاحًا.
وقالت "نحن منخرطون بالفعل يوميًا في صراع أقل من عتبة الحرب التقليدية، الأمر الذي يتطلب منا الاستثمار بشكل صحيح في دفاعاتنا الأوسع".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز