بـ«صمت يُقلق الناتو».. غواصة «الثقب الأسود» تبحر نحو المحيط الهادئ

مثل بقية الغواصات في فئتها، تتمتع "ياكوتسك" بتقنيات متطورة لخفض الضوضاء، ما يجعلها واحدة من أهدأ الغواصات التقليدية عالمياً.
وتُمثل الغواصة "ياكوتسك" الوحدة السادسة والأخيرة ضمن مشروع 636.3 التابع للبحرية الروسية، المعروف لدى حلف الناتو باسم "كيلو-كلاس".
وبينما تواصل المشاريع الروسية تحقيق الأهداف المحددة لها ، تعاني القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، خاصة في مجال أحواض بناء السفن البحرية، من أزمات عميقة، وفقاً لمجلة "ناشيونال إنترست".
السادسة والأخيرة
وبعد إلحاقها بأسطول المحيط الهادئ، تُعتبر هذه الغواصة آخر دفعة مطورة من فئة "كيلو" المخصصة للبحرية الروسية.
واشتهرت النسخ المتطورة من هذه الغواصات بقدراتها الفائقة على التخفي، حتى أن البحرية الأمريكية أطلقت عليها لقب "الثقب الأسود" بسبب انخفاض بصمتها الصوتية بشكل لافت.
المهام الاستراتيجية
تُخصص "ياكوتسك" لمهام متعددة تشمل مكافحة الغواصات، والحرب ضد السفن، وجمع المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن تنفيذ الضربات الصاروخية الاستراتيجية.
وصُممت مع نظيراتها الخمس لتعزيز قدرات الأسطول الروسي في منطقة الهندو-باسيفيك، انسجاماً مع سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز السيطرة على المناطق الشرقية الغنية بالموارد رغم قلة سكانها وضعف بنيتها التحتية.
ويُعد نشر هذه الغواصات مؤشراً على عزم موسكو توسيع وجودها في هذه المنطقة الحيوية، خاصة أن البحرية الروسية تُصنف ثاني أقوى أسطول غواصات عالمياً بعد الولايات المتحدة.
رحلة التصنيع والمواصفات
وبدأ بناء هيكل الغواصة في أغسطس 2021، وأُطلقت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وبعد اجتيازها سلسلة الاختبارات بنجاح، تسلمتها البحرية الروسية رسمياً في 11 يونيو/حزيران 2025 خلال حفل في سانت بطرسبرغ بحضور نائب القائد الأعلى للبحرية، الأدميرال فلاديمير فوروبييف.
وتبلغ إزاحة الغواصة 2,350 طناً عند الطفو، وترتفع إلى 3,100-4,000 طن أثناء الغوص. وتعمل بمحرك كهربائي مدعوم بمولدي ديزل، وتُدفع بمروحة سباعية الشفرات بزاوية ثابتة.
وتصل سرعتها القصوى إلى 17 عقدة (31.5 كم/س) على السطح و20 عقدة (37 كم/س) تحت الماء، وتعمل على عمق 240 متراً (الحد الأقصى 300 متر). وتتميز بتقنيات تخفي صوتي متطورة تجعلها تهديداً صامتاً لقوات الناتو.
قوة تسليح متعددة الأوجه
وتحتوي على ستة أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، قادرة على إطلاق طوربيدات UGST و53-65K وUSET-80K المضادة للسفن والغواصات، أو نشر 24 لغماً بحرياً.
كما زُودت بنظام صواريخ "كاليبر" الهجومي الذي يضم صواريخ 3M14 لضرب الأهداف البرية و3M54 لمهاجمة السفن، بقدرة إطلاق تصل إلى 8 صواريخ. وتستغل نظام دفاع جوي محمول أثناء العمليات السطحية.
زودت الغواصة بنظام سونار MGK-400EM عالي الحساسية لاكتشاف الأهداف، إلى جانب سونار MG-519EM المتخصص في رصد الألغام البحرية.
المقارنة مع الأسطول الأمريكي
وتعتمد الولايات المتحدة بشكل شبه كامل على غواصاتها النووية القوية، لكن أحواض بناء السفن الأمريكية تواجه صعوبات في تلبية الطلبات الحالية أو أي تصعيد مستقبلي.
في المقابل، نجحت روسيا في بناء أسطول غواصات ديناميكي يجمع بين الغواصات النووية وتلك العاملة بالديزل-والكهرباء، مما يمنحها مرونة عالية وقدرة على الصمود في مواجهات بحرية مطولة دون الاعتماد الكامل على التقنيات النووية باهظة التكلفة.