خوفا من ترامب.. قادة الناتو يروجون للحلف لدى الناخبين الأمريكيين
تثير العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مخاوف واسعة خاصة بين زعماء الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين يخشون أن تصبح قضية تقاسم الأعباء حجر عثرة أمام الحلف.
وخلال القمة التي عقدت بواشنطن للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الناتو سعى زعماء أوروبا للترويج للتحالف وشرح أهميته للناخبين الأمريكييين من دافعي الضرائب والتأكيد على أنه يستحق كل هذا المال وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال رئيس لاتفيا إدجارز رينكيفيتش أمس الثلاثاء: "هناك جدل في الولايات المتحدة مفاده أن واشنطن تفعل الكثير لدعم أوكرانيا وأن أوروبا لا تفعل ما يكفي.. لكن إذا نظرت إلى الأرقام، فهي في الواقع تقدم صورة مختلفة".
وأضاف أن "أوروبا تفعل أكثر من الولايات المتحدة.. الدعم المالي والعسكري الذي قدمناه جميعًا حتى الآن كان هائلاً "، مؤكدا "نحن نأخذ الأمن والدفاع على محمل الجد ومن المهم أيضًا أن نشرح ذلك للجمهور الأمريكي."
وتابع "نحن نفهم أيضًا أن الناس العاديين، في لاتفيا أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر، يهتمون أحيانًا أكثر بالاقتصاد والأمن الداخلي، ويجب أن نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، ونتعامل معها بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع القضايا الجيوسياسية الكبرى".
وفي إحاطاتهم الإعلامية، أعرب المسؤولون الأوروبيون عن قلقهم إزاء الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وكانت واشنطن من بين الدول التي رفضت التعهد المالي لعدة سنوات بتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويرجع ذلك جزئياً إلى الصراع المرير بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس.
وقبل القمة قال مسؤول أوروبي "نعتقد أنه من الضروري الإشارة إلى أن الأوروبيين يتحملون عبئا أكبر فيما يتعلق بأمنهم".
وأضاف "إنها رسالة مهمة لأوكرانيا وروسيا ولكن أيضًا للجمهور المحلي هنا في العاصمة الأمريكية فنحن ندرك حساسية هذا الموضوع".
ويعمل المسؤولون الأوروبيون على الموازنة بين المخاوف بشأن التهديدات المتزايدة في أوكرانيا والحساسيات السياسية التي قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام في الحلف.
وأظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أن وجهات النظر بشأن الناتو تخضع للانقسام الحزبي وأن الحلف أصبح أقل شعبية على نحو متزايد بين الجمهوريين.
ووفقا للاستطلاع الذي أجراه مركز "بيو" للأبحاث، فإن 43% فقط من الجمهوريين لديهم وجهة نظر إيجابية حول الناتو مقارنة بـ 49% العام الماضي.
ووسط المخاوف من عودة ترامب، تبدو بعض نقاط الحوار وكأنها مصممة بشكل خاص للمرشح الجمهوري.
وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور "حلف شمال الأطلسي عبارة عن نادي، وعندما يكون لديك قواعد للنادي، فإنك تحترم القواعد، وتتوقع أن يحترم الجميع القواعد أيضًا".
وأضاف "ترامب لاعب غولف، لذلك عندما تدفع الرسوم، في نادي الغولف، يمكنك اللعب ولا يهم حجم محفظتك".
وبالتزامن مع قمة الناتو ألقي رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون خطابا في معهد هدسون أمس الثلاثاء، قال فيه إنه يدعم الناتو لكنه سيضغط على القادة الأوروبيين للوفاء بتعهدهم بإنفاق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
ويرى البعض أن الولايات المتحدة تمر بفترة من الانعزالية، وهو ما علق عليه النائب الديمقراطي جيم هايمز، وهو عضو كبير في لجنة المخابرات بمجلس النواب قائلا"يتعين على حلفائنا أن يفهموا أن هناك غريزة انعزالية في هذا البلد".
وأوضح أن هذه الانعزالية "تظهر من وقت لآخر، عندما تكون الظروف الاقتصادية هنا ليست جيدة أو بعد لحظات من خيبة الأمل مثل حرب العراق"، مضيفا "نحن الآن في تلك اللحظة الانعزالية ولا يقتصر الأمر على دونالد ترامب فقط."
ويصف آخرون سلوك الولايات المتحدة بأنه ضبط للنفس.
ولم يكن ترامب الوحيد الذي يدعو واشنطن إلى سحب قواتها ومواردها من أوروبا لتتحمل دول القارة العجوز عبء الدفاع عن نفسها فمنذ سنوات يدعو العديد من محللي السياسة الخارجية الليبراليين إلى النهج نفسه.
وقال ستيفن فيرثيم، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام إنه من مصلحة الناتو تحويل العبء نحو أوروبا والانتقال خلال فترة مناسبة، ربما حوالي عقد من الزمن، نحو القيادة الأوروبية للدفاع الأوروبي مع دور أمريكي داعم.
وكان فيرثيم واحدا من خبراء السياسة الخارجية الذين طالبوا الحلف بعد ضم أوكرانيا، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية تمنح روسيا حافزا لإطالة أمد الحرب.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز