قبيل قمة الحلف.. هل يستطيع زعيم الناتو الجديد كبح ترامب؟
يستعد حلف شمال الأطلسي للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسه خلال القمة التي تنطلق في واشنطن اليوم ويرحب فيها زعماء الدول أعضاء الحلف بأول زعيم جديد له منذ عقد من الزمان هو رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته.
وفي يونيو/حزيران الماضي جرى اختيار مارك روته ليكون الأمين العام القادم للناتو بداية من أكتوبر/تشرين الأول المقبل خلفا للأمين العام الحالي ينس ستولتنبرغ الذي قاد الحلف منذ عام 2014.
- قمة الناتو.. هل تنقذ «أسلحة الحلفاء» بايدن أم تسقطه؟
- «التخفيف والتقسيم».. خطة الناتو لدعم أوكرانيا قبل قمة الحلف
ويأمل الكثيرون أن يتمكن روته من الحفاظ على وحدة الناتو في مواجهة دوامة من التحديات بما في ذلك العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وفي تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، قال دبلوماسيون ومسؤولون إن روته يُنظر إليه على أنه مؤيد قوي عبر الأطلسي وعلى أنه قادر على بناء التوافق داخل الحلف.
وقال مسؤول أوروبي "إنه حقا مسؤول سياسي محنك، وهذا ضروري للحفاظ على تماسك التحالف".
ويُنظر إلى روته أيضًا على أنه شخص يمكنه العمل مع أي رئيس أمريكي منتخب، ويأمل البعض في أن علاقته السابقة مع ترامب يمكن أن تنجح في ردع الرئيس السابق عن تقويض الناتو في حال إعادة انتخابه لولاية ثانية.
وخلال ولايته الأولى، انتقد ترامب الحلف علناً وفعل ذلك مجددا خلال حملته الانتخابية، حتى أنه ذهب إلى حد اقتراح أن "تفعل روسيا ما تريده بحق الجحيم" للأعضاء الذين لا يحققون أهداف الإنفاق الدفاعي للناتو وهو ما أثار مخاوف المجتمع الدولي.
وقال بيت هوكسترا، سفير ترامب لدى هولندا "ترامب يحب الأشخاص الذين يصدون هجماته خاصة إذا فعلوا ذلك بطريقة محترمة".
واستذكر هوكسترا اجتماعا تحدث فيه ترامب عن "العجز التجاري"، حين رد روته "بابتسامة"، قائلا إنهم كانوا بحاجة بالفعل إلى معالجة العجز التجاري بين البلدين مشيرا إلى أن طريقة رئيس الوزراء الهولندي كانت مهذبة وأثارت تقدير الرئيس الأمريكي السابق.
وأضاف أن علاقة ترامب وروته الجيد لا تعني "ردع ترامب عن أجندته" وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق "لم يكن أبدا ضد الناتو بل ضد الناتو الذي لم يدعمه الأوروبيون" في إشارة إلى أن العديد من الدول الأوروبية كان إسهاماتها في الإنفاق الدفاعي تقل عن 2% من ناتجها المحلي في ذلك الوقت.
وقال دبلوماسي أوروبي إن روته "ليس بطلاً خارقًا بالتأكيد" فيما شدد مسؤول كبير في الناتو على أن "الكثير من الحلفاء يشعرون بالقلق" من عودة ترامب لكنه أوضح أن القصة الإيجابية أن 24 عضوا بالحلف من أصل 32 يحققون هدف الإنفاق البالغ 2% بينهم 6 ينفقون أكثر من 3٪.
ولم تكن تجربته مع ترامب هي السبب الوحيد لدعم روته لمنصب الأمين العام للحلف حيث يُنظر إليه باعتباره شخصا قادرا على تحقيق التوازن بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية ويرجع ذلك جزئيا إلى موقفه الأكثر "وسطية" بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتتطلع الدول الأعضاء في الحلف للحفاظ على وحدته مع استمرار حرب أوكرانيا وفي قضايا مثل الصين وإنتاج الأسلحة والابتكار.
وأشار الدبلوماسيون والمسؤولون الذين تحدثوا مع "سي إن إن" إلى الفترة الطويلة التي قضاها روته في منصبه كرئيس لوزراء هولندا والتي استمرت على مدار 14 عاما انتهت أوائل الشهر الجاري.
وقال مسؤول أمريكي "لقد كان عليه أن يدير حكومات ائتلافية مختلفة في ظل الديمقراطية البرلمانية في بلاده، وهي بالتأكيد ليست مهمة سهلة".
ووصفه دبلوماسي أمريكي كبير سابق بأنه "سياسي جيد للغاية يفهم بناء التحالفات والإجماع، وهذا هو الهدف من كل هذا".
وكان روته المرشح الأوفر حظا لخلافة ستولتنبرج هذا العام، وسرعان ما حظي بدعم الولايات المتحدة حيث شجعه الرئيس الأمريكي جو بايدن على الترشح للمنصب لكن رئيس وزراء هولندا لم يكن مهتما في ذلك الوقت.
وأوضح مسؤول أمريكي أن بايدن يحب روته بشكل شخصي كما أنهما يتفقان معاً بشكل جيد، ويتقاسمان نفس القيم ونفس المواقف من بعض القضايا مثل الصين وأوكرانيا.