حياد أوكرانيا مقابل السلام.. هل يحقق الشرط الروسي «وعد ترامب»؟

رغم تعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد، لم ينجح دونالد ترامب حتى الآن في تحقيق تقدم حقيقي نحو تسوية النزاع.
وبعد مرور ستة أشهر على بدء ولايته، تبدو جهود إحلال السلام في حالة جمود، في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري وتتعثر فيه فرص الحل الدبلوماسي، بحسب مجلة «ريسبونسبل ستيت كرافت» الإلكترونية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدا محبطًا من تعقيدات الملف، وجّه انتقادات مباشرة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وجدّد الدعم العسكري لكييف، وهدّد بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو.
ورغم ما لاقاه النهج المتشدد من ترحيب في بعض الأوساط الغربية، لكن الرؤية الأساسية التي يتبناها الرئيس الأمريكي - وهي الدفع نحو تسوية تفاوضية - لا تزال منطقية بالنظر إلى الواقع الميداني. وفق المصدر.
حرب استنزاف بلا منتصر
وأشارت المجلة إلى أن الحرب التي تحولت إلى صراع استنزاف طويل الأمد، أظهرت محدودية قدرات أوكرانيا البشرية، وعجز الصناعة الغربية عن مواكبة الطلب المتزايد على الأسلحة.
في المقابل، لا تملك روسيا القدرة على احتلال أوكرانيا بالكامل أو إخضاعها، لكن استمرار النزاع يُهدد بخلق دولة أوكرانية هشة وغير مستقرة تُصدر التوتر إلى الإقليم برمّته، وتُبقي خطر المواجهة مع الغرب قائمًا.
ورغم رغبة ترامب في تحقيق "إنجاز سريع"، كان إصرار فريقه التفاوضي على وقف غير مشروط لإطلاق النار قبل التطرق للقضايا الجيوسياسية العميقة سببا في تعطل فرص التقدم، بحسب «ريسبونسبل ستيت كرافت»..
تلك الاستراتيجية، التي فُرضت بفعل التعهد بإنهاء الحرب سريعًا، تستهدف تحقيق "نجاح سياسي سريع" على حساب معالجة جوهر الصراع.
ضمانات
وبالنسبة لروسيا، تقول المجلة إن الكرملين لا يرى مصلحة في وقف إطلاق النار حاليًا، ويُدرك محدودية تهديدات ترامب بفرض رسوم على الصين والهند ودول أخرى تشتري الطاقة الروسية.
بل على العكس، ترى موسكو أن استمرار الحرب يمنحها قوة في التفاوض حتى تُلبى مطالبها الأساسية.
والمطلب الرئيسي لروسيا واضح وهو: لا لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا لوجود قوات عسكرية غربية على أراضيها.
وهذا ما تم توضيحه في مسودات المعاهدات التي قدمتها روسيا للولايات المتحدة وحلف الناتو قبل العملية العسكرية، والتي ركزت على الحصول على ضمانات أمنية مكتوبة.
غير أن فريق ترامب ركّز، حتى الآن، على معالجة المطالب الإقليمية الروسية، مقترحًا حلولًا تتعلق بالاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم، وتخفيف العقوبات، والقبول الضمني بسيطرة موسكو على أجزاء من دونباس.
غير أن إدراج خطة لإرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا - ضمن مسودة قدمها المبعوث الأمريكي الخاص "ويتكوف" في أبريل/ نيسان الماضي - خرق الخطوط الحمراء الروسية، ونسف تعهّد الخطة بعدم انضمام كييف للناتو. بحسب المصدر ذاته.
مقايضة واقعية
وبالتالي، ترى المجلة في تحليلها أن الطريق نحو تقدم دبلوماسي يتطلب من واشنطن إعادة تركيز جهودها على جوهر النزاع بين روسيا والغرب، وتحديدًا، تقديم ضمانات ملزمة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وعدم وجود قوات للناتو على أراضيها.
وفي المقابل، يمكن لترامب المطالبة باعتراف روسي رسمي بحق أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت أن هذه المعادلة — الحياد العسكري مقابل الاندماج السياسي والاقتصادي في الغرب — تمثّل حلاً متوازنًا يُمكّن أوكرانيا من إعادة البناء، ويشجع عودة ملايين اللاجئين، ويعزز الاستقرار الإقليمي. كما أنه يُعيد تشكيل الردع الغربي أمام أي عدوان روسي محتمل مستقبلًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز