قمة الناتو في ليتوانيا.. خطط ونفقات "وعبور السويد"
"خطط ترسم لهجوم محتمل، وملف عضوية معلق منذ أشهر، ونفقات دفاع لا تزال محل جدل" 3 ملفات تناسب حرارتها الأجواء الصيفية في قمة الناتو.
إذ يلتقي قادة حلف شمال الأطلسي يومي غد الثلاثاء وبعد غد الأربعاء في ليتوانيا في قمة سيطغى عليها رد الحلف على الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا وطلب انضمام كييف إلى المنظومة.
أول ملف على طاولة القمة المنتظرة، هو اعتماد اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء، حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على هجوم روسي محتمل.
إذ صرح العديد من الدبلوماسيين لوكالة الأنباء الألمانية، ووكالة رويترز، بأن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي اتفقت على خطط جديدة بشأن كيفية الرد على هجوم محتمل من جانب روسيا أو منظمة إرهابية على أراضي الحلف العسكري الغربي.
ويشير ذلك إلى تحول كبير، إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية الحرب الباردة.
وحاولت تركيا عرقلة الاتفاق على الخطط بسبب مشكلة صياغة تتعلق بمواقع جغرافية مثل قبرص، وفق رويترز.
ولا تزال فحوى هذه الخطط وكيفية تنفيذها غير معروفة حتى الآن، لكن يمكن أن تكشف أحداث القمة خلال اليومين المقبلين، بعض من تفاصيلها.
أوكرانيا والحلف
أما ثاني ملف في القمة، فهو مسألة عضوية كييف في الحلف، إذ يُنتظر وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رسالة إلى قادة الدول الأعضاء الـ31 في "الناتو" بأن بلاده تستحق الانضمام عند انتهاء الحرب.
وتطالب كييف وكذلك دول أوروبا الشرقية بخارطة طريق واضحة باعتبار أنه من الضروري لأوكرانيا الانضمام إلى المظلة الأمنية للحلف لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل.
لكن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا ستنضم في أحد الأيام، بدون تحديد جدول زمني واضح لذلك.
ومنذ عدة أسابيع، يحاول الدبلوماسيون إيجاد صيغة لكي يوجه البيان الختامي رسالة إيجابية إلى أوكرانيا.
ويفترض على الحلف بشكل خاص أن يتخلى عن ما يعرف اختصارا بـMAP (خطة عمل العضوية) من أجل كييف، وهي نوع من غرفة انتظار الترشح للحلف والتي تحدد عددا معينا من أهداف الإصلاح.
ويجب على الحلف أيضا تعزيز العلاقات السياسية من خلال إطلاق مجلس حلف الأطلسي-أوكرانيا، ووضع برنامج لسنوات متعددة لمساعدة كييف على الاقتراب من المعايير العسكرية الغربية.
وحول هذه النقطة، تقول أوريسا لوتسيفيتش من مركز الأبحاث تشاتام هاوس، لـ"فرانس برس"، إن "فريق زيلينسكي سيدفع حتى اللحظة الأخيرة من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن".
انضمام السويد
كما ستتجه كل الأنظار مجددا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لا يمكن توقع مواقفه، خلال قمة حلف شمال الأطلسي حيث يطالبه الحلفاء بالتخلي عن اعتراضاته على انضمام السويد التي تريد أن تصبح العضو الـ32 في الحلف.
وإذا كانت أنقرة أعطت الضوء الأخضر لانضمام فنلندا في أبريل/نيسان الماضي، فإنها لا تزال تعرقل انضمام السويد.
وقبل سنة وخلال القمة السابقة لحلف شمال الأطلسي في مدريد، استغرق الأمر ساعات من المفاوضات للحصول على دعم أردوغان للدعوة الأولية لستوكهولم.
ومن المرتقب عقد لقاء بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الإثنين، في فيلنيوس في محاولة لحلحلة الوضع والحصول على وعد تركي قبل افتتاح القمة.
النفقات العسكرية
رابع الملفات يتعلق بميزانية الدفاع في الدول الأعضاء، ورفعها إلى الحد الذي يتناسب مع التوتر الحالي عالميا وكيفية تقوية دفاع الحلف ضد التهديدات.
وبعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ، تعهدت الدول الأعضاء في الحلف بالتحرك نحو هدف تخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي لديها بحلول العام 2024.
وبحسب أرقام الحلف، فان 11 من الدول الـ31 الأعضاء يفترض أن تبلغ أو تتجاوز هذه العتبة في السنة الحالية. لكن ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف عبر عن ثقته بأن هذا الرقم "سيزيد بشكل كبير العام المقبل".
وأعاد الحلفاء التفاوض بشأن هذا الالتزام لزيادته. ستصبح عتبة الـ2% حدا أدنى من الآن وصاعدا. لكن العديد من المسائل لا يزال يجب البت بها خصوصا الجدول الزمني، حيث تعتبر بعض الدول أنه يلزمها سنوات عديدة قبل بلوغ ذلك.