موجة "الناتو" تقترب من كييف.. هل تمنح بوتين شرعية؟

قبل عام ونصف العام، دشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية ضد أوكرانيا، بهدف معلن منع حلف شمال الأطلسي من التمدد على حدود بلاده.

وكان هذا أحد الأسباب المعلنة للعملية العسكرية بجانب اجتثاث من سماهم "النازيين" في كييف وغيرها، لكن كثرا فندوا "حجة الناتو" بأن الحلف لا يسعى لضم أوكرانيا، وأن هناك صعوبات قانونية قوية تواجه هذه الخطوة.

إحدى هذه الصعوبات القانونية هو أن معاهدة الحلف تمنع الدول منقوصة السيادة الإقليمية، أي تلك التي تواجه احتلالا أجنبيا في أحد أقاليمها المعترف بها دوليا، وهو ما ينطبق على أوكرانيا التي تحتل روسيا ما يقرب من ١٧% من أراضيها. 

لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، كشف، اليوم الجمعة، عن أن قادة دول الناتو الـ31 "سيعيدون التأكيد" خلال قمتهم الأسبوع المقبل في فيلنيوس على أن أوكرانيا ستصبح عضوا فيه في المستقبل، دون أن يحدد موعدًا.

وقال ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحفي: "أتوقع أن يؤكد قادتنا مجددا على أن أوكرانيا ستصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وأن يتحدوا حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها"، من غير أن يوضح الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها.

وأضاف قائلا: "إننا نجري مشاورات، ونبحث عن الصيغة الدقيقة التي ستُعلن بعدما نتوصل إلى توافق".

ويطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يشارك في القمة المقرر عقدها في 11 و12 من الشهر في فيلنيوس، بالتزامات واضحة من الحلف الأطلسي بشأن انضمام بلاده بعد انتهاء الحرب التي شنتها روسيا في أواخر فبراير/شباط 2022.

ويعمل الحلفاء على تحديد موقف مشترك حول الضمانات الأمنية التي ينبغي إعطاؤها لكييف ودعوة أوكرانيا للانضمام مستقبلا إلى الحلف.

وستشهد قمة فيلنيوس انعقاد أول اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي وأوكرانيا الذي تشكل حديثا، وقال ستولتنبرغ إنه "سيضم الحلفاء الأطلسيين الـ31 وأوكرانيا"، مشيرا إلى أن "هذا سيقرب أوكرانيا من الحلف الأطلسي".

وتابع "زرعت موسكو الموت والدمار في قلب أوروبا بسعيها لتدمير أوكرانيا وتقسيم الحلف الأطلسي"، مؤكدا أن "القمة.. ستوجه رسالة واضحة، بأن الحلف الأطلسي موحد وأن عدوان روسيا لن يأتي بنتيجة".

موقف متطور لحلف شمال الأطلسي من كييف، لم يعرف أبعاده أو مبرراته القانونية بعد، يمكن أن يدفع البعض للحديث عن أن تصرفات الناتو تشرعن تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملف أوكرانيا منذ شتاء 2022.