«زالنجي» بقبضة الدعم السريع.. مركز الممرات الإنسانية بغرب السودان
قتال يشتد على هامش التفاوض، ومدينة تسقط بيد «الدعم السريع»، ما يرسم واقع السودان الصعب وحالة شد الأطراف بين الطرفين المتصارعين.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان مقتضب اطلعت عليه «العين الإخبارية»، إن «الفرقة 21 زالنجي في قبضة قوات الدعم السريع وأسر قائدها و50 من كبار الضباط ومئات الجنود».
- انطلاق المحادثات السودانية في جدة.. وقف الاشتباكات على رأس الأولويات
- أزمة السودان.. ألسنة اللهب تطول آبار النفط
كما أرفقت قوات «الدعم السريع» تصريحها بمقطع فيديو، يوضح سقوط مقر الفرقة 21 زالنجي التابعة للجيش السوداني، وتجول قواتها بداخلها.
وأفادت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، بأن قوات الدعم السريع حاصرت مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور، وخاضت معارك عنيفة مع الجيش السوداني، أسفرت عن سقوط الفرقة العسكرية وأسر قائدها.
وحسب المصادر، فإن المدينة تعيش أوضاعا قاسية بعد المعارك العسكرية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
تاريخ المدينة
وزالنجي هي عاصمة ولاية وسط دارفور، تقع في غرب السودان ضمن ولايات دارفور الخمس. يحدها شمالا ولاية شمال دارفور، وشرقا ولاية جنوب دارفور، وفي الشمال الغربي ولاية غرب دارفور وفي الغرب تشاد، وجنوبا جمهورية أفريقيا الوسطى.
المدينة تعتبر حلقة وصل مهمة لإيصال المعونات من الهيئات الإنسانية التي تعمل عند موقع الأحداث في منطقة جبل مرة في الشرق، كما أن المدينة نفسها مركز تجمع لمن لجأ إليها هربا من مناطق القتال ولأسباب أخرى.
وتتكون محلية زالنجي من 3 وحدات إدارية وهي: وحدة مدينة زالنجي، وحدة أبطأ الإدارية، وحدة تريج الإدارية.
وهناك الكثير من الجبال في مدينة زالنجي، مثل جبل كنجومية، وجبل كونجي، وجبل سرمي، وجبل كرندلي، وجبل عصيدة، وجبل قندراسي، وجبل قيري، وجبل مرفعين، وجبل تنقو، وجبل تل تل.
مفاوضات جدة
السيطرة على زالنجي بعد اشتباكات عنيفة، جاءت رغم استئناف طرفي الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، المفاوضات في مدينة جدة السعودية من أجل وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
والأحد الماضي، أعلنت السعودية استئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، مشيرة إلى أنها "ستتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية، ولن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية".
ومساء الإثنين، رحبت الأمم المتحدة باستئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في تصريحات إعلامية، إن وفدا أمميا من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يشارك في محادثات جدة بين طرفي الصراع.
وأوضح أن مشاركة الوفد الأممي في المحادثات تركز على المساعدات الإنسانية.
بدوره، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن استئناف المحادثات جاء في "توقيت صائب"، على حد وصفه.
ووصف في بيان صادر عنه، المحادثات بين الأطراف السودانية بـ"الحساسة"، مبينا أنها "فرصة مهمة" أيضا.
إطلاق سراح الأسرى
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء أمس الإثنين، إطلاق سراح 64 محتجزا ينتمون للجيش السوداني كانوا أسرى لدى قوات الدعم السريع.
والخميس الماضي، قالت قوات الدعم السريع إن قائدها محمد حمدان المعروف بـ"حميدتي" وجه بالإفراج عن 265 من أسرى الجيش والقوات النظامية بالتزامن مع بدء المفاوضات بين طرفي القتال بجدة في إطار تعزيز بناء الثقة والتأكيد على إنجاح التفاوض.
وحسب بيان صحفي صادر عن الصليب الأحمر، فإن الأشخاص المفرج عنهم جرى نقلهم من الخرطوم إلى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بناء على طلب من طرفي النزاع على أن تضطلع اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد في هذه العملية.
وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر في السودان، بيير دورب، إن "الهدف الرئيسي للجنة الدولية ضمان أن تخدم أي عملية إطلاق سراح مصلحة المحتجزين، مثل تيسير لمّ شملهم بعائلاتهم."
وأضاف: "نحن مستعدون للاضطلاع بدور الوسيط المحايد للإفراج عن المزيد من المحتجزين".
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها لا تتفاوض أو تتدخل في القرار بشأن من سيتم إطلاق سراحه ومتى يطلق سراحه، ولا يمكنها الكشف عن هوية المحتجزين باعتبار أن هذه القرارات تتخذها الأطراف المتحاربة.
ويسرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ اندلاع القتال بالسودان في 15 أبريل/نيسان الماضي إطلاق سراح ونقل 292 محتجزا.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، بحسب الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز