خلافات نتنياهو ووزير المالية .. هل تدفع بانتخابات مبكرة؟
الخلاف بين نتنياهو ووزير ماليته بشأن هيئة تنظيم البث الإعلامي آثار تكهنات حول إجراء انتخابات قبل عامين من موعدها
أثار خلاف بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بشأن هيئة تنظيم البث الإعلامي تكهنات، الأحد، بأن يسعى نتنياهو إلى إجراء انتخابات قبل عامين من موعدها المقرر.
واتهم محللون سياسيون نتنياهو باستغلال الخلاف ذريعة للدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة قد تؤخر أي مساع أمريكية لدفع عملية السلام في عهد الرئيس دونالد ترامب وتعرقل احتمالات إدانته بالفساد.
وجاءت التكهنات بعد أن قال نتنياهو، أمس السبت، إنه يتخلى عن اتفاق مع وزير المالية موشي كاخلون وهو حليف رئيسي في الائتلاف الحاكم بشأن تأسيس هيئة عامة جديدة لتنظيم البث الإعلامي لتحل محل الهيئة القائمة.
وبرر نتنياهو تغيير موقفه بمخاوف من فقد العاملين في الهيئة التي ينوي وزير المالية حلها لوظائفهم.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لوزراء من حزب الليكود الذي يتزعمه؛ إنه قد يقيل الحكومة إذا لم يمتثل كاخلون.
ويرأس كاخلون حزب "كلنا" الذي يمثل تيار يمين الوسط في الائتلاف الحاكم بالمشاركة مع حزب ليكود.
ولم يظهر كاخلون أي مؤشر على تراجعه عن موقفه الداعم لإنشاء هيئة تنظيم جديدة وأقل كلفة في أول تصريحات علنية له بعد قرار نتنياهو.
وقال للصحفيين في تل أبيب "لا أحتاج محاضرات من أحد عن التعاطف" في إشارة إلى مناشدات من الموظفين الحاليين في الهيئة تطرق إليها نتنياهو ووصفها بأنها "تمزق القلب".
وأضاف كاخلون "سنهتم بهم بأفضل طريقة ممكنة كدولة."
ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019 لكن العديد من الحكومات الائتلافية في إسرائيل لم تكمل مدتها.
ويواجه نتنياهو إمكانية إدانته في تهم جنائية في قضيتين مما قد يهز مركزه في السلطة.
وتتعلق القضية الأولى بتلقي هدايا من رجال أعمال والأخرى تتعلق بأحاديث أجراها مع ناشر صحيفة إسرائيلية عن الحد من المنافسة في قطاع الأخبار في مقابل تغطية أكثر إيجابية.
ومن المتوقع إلى حد كبير أن يتخذ المدعي العام الإسرائيلي قرارا في غضون أسابيع بشأن ما إذا كان سيوجه الاتهام لنتنياهو الذي أعيد انتخابه قبل عامين ونفى ارتكابه أي مخالفات.
ويعد توجيه الاتهامات خلال الحملة الانتخابية بمثابة تدخل في العملية.
وأضاف "إذا فاز في الانتخابات فسيدفع قائلا.. إن الناس برأوا ساحته من أي مخالفات، وبعد ذلك سيشكل الائتلاف نفسه الذي يقول الآن إنه سئم منه."
وتكهن آخرون بأن نتنياهو بعد زيارة مبعوث أمريكي، الأسبوع الماضي، لم يعد يشعر بارتياح إزاء المسار الذي قد تتخذه إدارة ترامب في جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ويريد تأجيل العمل الدبلوماسي.
وقال بن كاسبيت، المعلق في صحيفة معاريف، إن إجراء انتخابات جديدة يوفر لنتنياهو فسحة من الوقت ما بين ستة أشهر و12 شهرا لتحضير نفسه "لاتفاق نهائي" من ترامب بشأن السلام مع الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية.
وأضاف "نتنياهو يدرك الآن كيف كان تزلف اليمين لدونالد ترامب باعتباره المسيح في غير موضعه."