نتنياهو وليبرمان.. وقف خطط الاستيطان بيد وإطلاقها بالأخرى
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يلعب لعبة مزدوجة يجمد بيده اليمين بعض خطط الاستيطان ويدفع بيده الأخرى آلاف الخطط المجنونة.
يلعب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لعبة مزدوجة مع الأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء، يجمد بيده اليمين بعض خطط الضم الاستيطانية في الضفة الغربية، بدعوى "التعقل"، وعدم مفاجأة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ويدفع بيده الأخرى آلاف الخطط المجنونة تحت شعار "سنبني"، في تناقض أثار إلى حد كبير غضباً مشتركاً، فلسطينياً وإسرائيلياً. عند الفلسطينيين الذين يعتقدون ان الخطط الجديدة تستهدف أكثر من الاستيطان، وعند الإسرائيليين الذين يطمحون باستيطان متواصل بدون تجميد وتوقف وتعقل.
وبعد يومين فقط من تجميد نتنياهو خطة ضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى إسرائيل، أطلق خططاً لبناء 2500 وحدة سكنية في مستوطنات في الضفة الغربية، تنفيذاً للتعهد الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين بتعويضهم عن الإخلاء السابق لمستوطنة "ميغرون".
وكتب نتيناهو على تويتر في نبرة تحد "نبني ونواصل البناء".
أما وزير جيشه ليبرمان، فقال "عدنا للحياة الطبيعية".
وجاء ذلك بعد يومين فقط من تجميد نتنياهو النقاش حول ضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، وهي المستوطنة اليهودية الأكبر في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وقال نتنياهو، إنه يريد أن يتجنب "خطوات أحادية الجانب" حتى تبدأ الإدارة الجديدة عملها المنتظم، وتُجرى الخطوات الإسرائيلية بالتنسيق معها.
وتشكل خطة ضم معاليه أدوميم إلى إسرائيل أحد أخطر الخطط بالنسبة للفلسطينيين، الذي قالوا إن أي قرار إسرائيلي بشأن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، سينهي أي علاقة بالمسيرة السلمية.
ومعاليه أدوميم هي احد كبرى مستوطنات الضفة وتقع شرق القدس، ويخطط الإسرائيليون منذ سنوات طويلة لربطها في المدينة المقدسة، لكن اعتراضات دولية أجلت ذلك.
ويعني ضم معاليه أدوميم إلى القدس فصل الضفة الغربية إلى نصفين، شمال وجنوب، ومنع أي تواصل جفرافي بينهما، إضافة إلى عزل القدس بشقيها الشرقي والغربي عن الضفة وإحاطتها بحزام استيطاني كبير، ناهيك عن رفع اعداد المستوطنين في الضفة والقدس.
وتقدر مساحة معاليه أدوميم نحو 35 ألف دونم إلى جانب 12 أخرى غير مستخدمه.
والمقايضة التي أجراها نتنياهو مع الأمريكان، بتجميد خطة وإطلاق خطة، ويبدو أنها جاءت بنتيجة، استخدمها ليبرمان مع الفلسطينيين بإطلاق خطط استيطانية مقابل منطقة صناعية.
وينوي ليبرمان طرح مخطط إقامة منطقة صناعية فلسطينية قرب بلدة ترقوميا غرب الخليل على المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" للمصادقة عليها.
وقال مكتب ليبرمان في بيان له "ستكون واحدة من أكبر المناطق الصناعية في الضفة الغربية، حيث نخطط لإقامة مستودعات وبنية تحتية لتخزين الوقود، إلى جانب عناصر أخرى".
وفي حين التزمت الولايات المتحدة الصمت وقالت إن ترامب سيناقش مع نتنياهو الخطط الجديدة في لقائهما القريب، لم تمر هذه المقايضة على الفلسطينيين.
وقال ناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن المصادقة الإسرائيلية على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية سيكون له عواقب.
وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم بياناً، قالت فيه إن استمرار اسرائيل في تغولها الاستيطاني دون مساءلة أو محاسبة سيؤدي إلى إحداث تحول دراماتيكي فيما يتعلق بحل الدولتين، ما سيفرض على الجانب الفلسطيني تبني خطوات قانونية وسياسية نوعية للدفاع عن حقه، ويدفع نحو مواجهة ليس فقط إسرائيل، وإنما أيضاً العجز الدولي، بما فيه الصمت الأمريكي الحالي.
وأدانت الوزارة حملات البناء الاستيطاني المتلاحقة، مؤكدة أن هذا القرار هو جزء من مخطط استيطاني أكبر يهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الضفة بما فيها القدس الشرقية، ووضع المزيد من العراقيل والصعوبات أمام إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.
ورأت الخارجية أن هذا القرار الاستعماري هو خطوة إسرائيلية مقصودة لفرض وقائع جديدة على الأرض، تستبق الرعاية والانشغال الأمريكي المأمول لحل الصراع، ويأتي في ما يمكن تسميته بـ "المرحلة الرمادية الإنتقالية" التي يعطي فيها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اهتماماً لقضايا أخرى.
وأكدت الوزارة أن ردود الفعل الدولية استهجان وادانات ووصف للقرار بأنه "عقبة"، لم تعد كافية ولا ترتقي لمستوى الحدث، خاصة في ضوء قرار مجلس الأمن 2334 ومضمونه.
وبينت إلى أنها ستطالب مجلس الأمن الدولي بحماية قراراته والدفاع عنها، كما ستطالب الأمين العام للأمم المتحدة التسريع بتقديم تقريره الأول حول الاستيطان الإسرائيلي قبل انقضاء المهلة المطلوبة، وذلك في ضوء التصعيد الإسرائيلي الاستيطاني غير المسبوق، والتحدي المباشر لذات القرار وللإرادة الدولية التي وقفت خلفه.
وطالب وزير الخارجية رياض المالكي اليوم من مفوضة العلاقات الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغريني" بذل جميع الجهود لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ قراراتها الخاصة بضم مستوطنة "معالي أدوميم".
ودعا المالكي "موغريني" إلى توفير سبل الدعم السياسي لفلسطين من أجل تحقيق النمو والازدهار والاستقرار في المنطقة، وحثها على ضرورة تطبيق توصيات مؤتمر باريس وقرار مجلس الأمن 2334 الذي أدان الاستيطان في الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية.
وجاء القرار الإسرائيلي الجديد بعد أيام فقط من قرار "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية القدس، المصادقة على مخطط لبناء 560 وحدة استيطانية جديدة في مناطق القدس الشرقية.
وصودق على بناء هذه الوحدات بعد يومين من تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.
وتمت المصادقة على بناء 2,502 وحدة سكنية في مستوطنات عبر الضفة الغربية، معظمها في الشمال.
وبحسب المخطط الجديد سيتم بناء 899 وحدة سكنية في مستوطنة أريئيل عند نابلس، و292 في مستوطنة تسوفيم عند قلقيلية، 166 في عمانوئيل (سلفيت)، 154 في أورانيت (قلقيلية)، 81 في عتس إفرايم (نابلس)، 78 في ألفيه مناشيه (قلقيليه)، 18 في إلكناه (سلفيت)، و6 في شعاري تيكفا (قلقيلية).
وتشمل المخططات الجديدة منطقة القدس، إذ تمت المصادقة على بناء نحو 652 وحدة سكنية لمستوطنة غيفعات زئيف، و104 في معالية أدوميم و4 في هار غيلو.
أما في كتلة عتصيون الاستيطانية، فتمت المصادقة على 21 منزلاً وصادق ليبرمان كذلك على بناء 87 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عيليت، القريبة من بيت لحم.
بالإضافة إلى ذلك، تمت الموافقة على بناء 20 منزلاً في مستوطنة بيت إيل، شمال رام الله، في إطار قرار لمحكمة العدل العليا.
وعملياً يعني هذا استيطان إسرائيل في كل مكان في الضفة الغربية في رسالة تحد للفلسطينيين.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA=
جزيرة ام اند امز