نتنياهو أمام الكونغرس.. خطاب «استعطاف ودعم» وتباين بالترحيب
من أمام الكونغرس الأمريكي، يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 24 يوليو/تموز، بخطاب، يسعى من خلاله لتوجيه عدة رسائل ومحاولة استجداء التعاطف لدعمه في الحرب.
وكانت الخلافات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية ظهرت للعلن مع رغبة الإدارة الأمريكية في وقف الحرب، وإبرام اتفاق للرهائن، في حين تضغط الحكومة الإسرائيلية، خاصة وزراء اليمين المتطرف لاستمرار الحرب وتوسيعها، مهددين نتنياهو بإسقاط حكومته حال عدم الاستجابة لهم.
والجمعة، أكد زعماء جمهوريون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلقي كلمة أمام الكونغرس الأمريكي في 24 يوليو/تموز.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في بيان، إن "نتنياهو سيتحدث أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ".
تلبية للدعوة
جاء ذلك تلبية لدعوة رسمية وجّهها إليه قادة الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، ووجّه جونسون إلى نتنياهو دعوة وقّعها القادة الأربعة للحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بمجلسيه.
وسيصبح نتنياهو أول زعيم أجنبي يتحدث أمام مجلسي النواب والشيوخ في 4 مناسبات.
وجاء في نصّ الدعوة: "إنّنا ننضمّ إلى دولة إسرائيل في كفاحكم ضد الإرهاب، وبخاصة أنّ حماس تواصل احتجاز مواطنين أمريكيين وإسرائيليين رهائن وقادتها يعرّضون الاستقرار الإقليمي للخطر".
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الولايات المتّحدة وسط ضغوط متزايدة تتعرّض لها الدولة العبرية للتوصل مع حركة حماس لاتفاق ينهي الحرب الدائرة بين الطرفين منذ ثمانية أشهر التي تسبّبت بعزلة دبلوماسية متزايدة للدولة العبرية بسبب حصيلة ضحاياها المرتفعة في قطاع غزة.
انتقادات وترحيب متباين
ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة بسبب أعداد القتلى المدنيين في الحرب الدائرة في غزة، الأمر الذي أدّى إلى تصعيد التوتر مع إدارة الرئيس جو بايدن.
وعرض بايدن الأسبوع الماضي ما وصفه بأنه خطة إسرائيلية لإنهاء النزاع الدامي في غزة على ثلاث مراحل تتضمن وقفا لإطلاق النار وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر.
وأكد مكتب نتنياهو أن الحرب التي أشعلها هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول ستتواصل حتى يتم تحقيق جميع "أهداف" إسرائيل، بما في ذلك تدمير قدرات حماس العسكرية.
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أعلن الأسبوع الماضي أنّ قادة الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين وجّهوا إلى نتنياهو دعوة لإلقاء خطاب أمام المشرّعين الأمريكيين في غضون أسابيع.
ومن المرجّح أن تؤدّي تلبية نتنياهو لهذه الدعوة إلى إحراج زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي كان قد دعا في آذار/مارس إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وتعليقا على تلبية نتنياهو الدعوة قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "لدي خلافات واضحة وعميقة مع نتنياهو".
وكان شومر، أعلى سياسي أمريكي يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، وجه مطالب هي الأشدّ بحقّ اسرائيل حتى الآن من جانب مسؤول أمريكي كبير منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأتت دعوة شومر يومها في خضمّ ضغوط متزايدة من إدارة بايدن على نتنياهو لتقليل عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يُقتلون في غزة، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر والمهدّد بمجاعة.
ويومها اعتبر شومر نتنياهو واحداً من أربع "عقبات رئيسية" أمام السلام، إلى جانب حماس وزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس والإسرائيليين اليمينيين المتطرفين.
وعلى الرّغم من أنّ شومر وقّع على الدعوة الموجّهة إلى نتنياهو، إلا أنّ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لن تكون موضع ترحيب من قبل شخصيات عدة من الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي.
واندلعت الحرب إثر شنّ حماس هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا مصرعهم.
وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 36654 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز