دعوة نتنياهو "تائهة" في مجرات البيت الأبيض.. بايدن يضاعف الغموض
لا إجابة قاطعة بشأن دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء بالبيت الأبيض، في وضع يزداد غموضا.
ومع إصدار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا عن مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو إلا أن الإجابة لم تكن قاطعة، فقد اكتفى بالقول: "الرئيس بايدن يدعو رئيس الوزراء نتنياهو للقاء في الولايات المتحدة".
حيال ذلك يرى المحلل السياسي الإسرائيلي باراك رافيد أن إشارة بيان مكتب نتنياهو إلى "اللقاء في الولايات المتحدة" لا يعني اللقاء في البيت الأبيض، وإنما قد يشير إلى لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
ومما يزيد الغموض حول اللقاء المرتقب، أن البيان الذي صدر عن البيت الأبيض بشأن المكالمة الهاتفية خلا من أي إشارة لا من قريب أو بعيد إلى "دعوة".
ومع تسريب مسؤولين إسرائيليين، أمس الإثنين، عن مكالمة هاتفية مرتقبة بين بايدن ونتنياهو، سادت توقعات بأن الرئيس الأمريكي سيوجه الدعوة لرئيس الوزراء للقاء في البيت الأبيض.
وكشف تأخير الدعوة عن أزمة ما بين الزعيمين بشأن سلسلة من القضايا وخاصة الملف الفلسطيني، وملف التعديلات القضائية في إسرائيل.
هرتسوغ بدل نتنياهو
وشكل نتنياهو حكومته في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولكن على غير العادة فإنه لم يتلق دعوة لزيارة البيت الأبيض حتى الآن.
وكان نتنياهو أشار في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية، إلى أنه يرغب بتلقي دعوة لزيارة البيت الأبيض.
غير أن الذي تلقى الدعوة هو الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي وصل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء، ليلتقي لاحقا مع بايدن في البيت الأبيض، قبل أن يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب غدا الأربعاء.
وكان بايدن قال للصحفيين في شهر مارس/آذار الماضي، إنه لن يوجه الدعوة لنتنياهو "في المستقبل القريب" ولدى سؤاله عما إذا كان سيوجه الدعوة له، قال لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي إن الرئيس الإسرائيلي سيزور البلاد.
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بايدن أراد من ذلك الإشارة إلى أن لا شوائب في العلاقة الإسرائيلية-الأمريكية، ولكن هناك خلافات في المواقف مع نتنياهو.
هذه الخلافات تم التعبير عنها بشكل واضح في البيان الذي صدر عن البيت الأبيض، بعد المكالمة الهاتفية وتلقت "العين الإخبارية" نسخة منه.
وقال البيت الأبيض: "تحدث الرئيس جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف: "أشارا إلى أن الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تظل حجر الزاوية في منع إيران من حيازة سلاح نووي على الإطلاق. وشدد الرئيس على ضرورة اتخاذ تدابير للحفاظ على قابلية حل الدولتين للحياة وتحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية".
البيت الأبيض، تابع قائلا: "كرر الرئيس بايدن، في سياق النقاش الحالي في إسرائيل حول الإصلاح القضائي، الحاجة إلى أوسع إجماع ممكن، وأن القيم الديمقراطية المشتركة كانت دائمًا ويجب أن تظل سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
أمنية لم تتحقق
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس جو بايدن محادثة طويلة ودافئة هذا المساء.. وركز الحديث على تعزيز الروابط القوية، وإحباط التهديدات من إيران ووكلائها؛ توسيع دائرة السلام. والجهود المستمرة لتهدئة الوضع في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) واستقراره (تجديد عملية العقبة - شرم الشيخ)".
وبحسب البيان فقد "أطلع رئيس الوزراء رئيس الولايات المتحدة على مشروع القانون الذي من المقرر أن يتم تمريره الأسبوع المقبل من قبل الكنيست وبشأن نيته الوصول إلى دعم شعبي واسع لبقية الإصلاح خلال العطلة الصيفية".
وأشار إلى أنه "دعا الرئيس بايدن رئيس الوزراء نتنياهو للقاء قريب في الولايات المتحدة. وقبل رئيس الوزراء الدعوة، وتم الاتفاق على تنسيق الفريقين الإسرائيلي والأمريكي تفاصيل الاجتماع".
الولايات المتحدة وليس البيت الأبيض
وجهة نظر ثالثة في إسرائيل، عبر عنها العديد من المحللين، أشارت استنادا إلى بيان مكتب نتنياهو إلى أن بايدن دعاه للقاء في الولايات المتحدة الأمريكية وليس في البيت الأبيض وهناك فرق كبير.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي باراك رافيد في تغريدة على تويتر: "لم يقل البيت الأبيض قط إن بايدن دعا نتنياهو. ليس في القراءات الرسمية. ليس في إحاطة المتحدث كيربي وليس في إحاطة خلفية عقدت بالأمس. المصدر الوحيد لـ «الدعوة» حتى الآن هو نتنياهو".
ويكتفي المسؤولون في البيت الأبيض بالإشارة إلى أن اللقاء سيعقد مستقبلا دون تحديد زمان أو مكان.
وكانت محادثة يوم الإثنين هي الثالثة بين الزعيمين منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في 29 ديسمبر/كانون الأول؛ إذ كانت آخر مرة تحدثا فيها في مارس/آذار عندما أثار بايدن أيضًا القلق بشأن الإصلاح القضائي.