علاقة معقدة بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خرجت رائحتها للعلن مؤخرا، وزاد اتساع هويتها مقطعا مصورا ظن فيه نتنياهو أنه يعاتب واشنطن.
رئيس الوزراء الإسرائيلي وجه عبر الفيديو انتقادا لوتيرة تسليم المساعدات العسكرية الأمريكية، لكن البيت الأبيض اعتبر الخميس أن تصريحات نتنياهو «مهينة».
وأكد نتنياهو كذلك أن بلاده تحتاج إلى الأسلحة الأمريكية في "حرب من أجل وجودها"، في رد مباشر على انتقاد البيت الأبيض لشكواه من تأخر تسليم شحنات الأسلحة.
وتابع "أنا مستعد لتحمل هجمات شخصية شرط أن تتلقى إسرائيل من الولايات المتحدة السلاح الذي تحتاج إليه في حرب (تخوضها) من أجل وجودها".
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي علق على تلك التصريحات قائلا للصحفيين إن "تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه".
وقال كيربي "لا توجد دولة أخرى تفعل المزيد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس والتهديدات الإقليمية الأخرى".
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار قالت، الثلاثاء، "نحن حقا لا نعرف ما الذي يتحدث عنه".
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الخميس، أن "التزامنا بأمن إسرائيل مقدس، أثبتنا ذلك ليس بكلمات فحسب لكن بأفعال".
ومن المقرر وصول نتنياهو إلى واشنطن في 24 يوليو/تموز، في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية، لإلقاء خطاب أمام الكونغرس.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أن ثمة شحنة واحدة فقط لإسرائيل من قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كلغ) هي قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة.
وواشنطن هي الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، لكن البيت الأبيض عبر عن استيائه إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، إذ تتواصل الحرب منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ورد فعل البيت الأبيض الخميس ليس الحلقة الأولى من التوترات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يخفي الرئيس الأمريكي جو بايدن علاقته المضطربة مع نتنياهو، فقد أعرب خصوصا بشكل علني عن معارضته هجوما بريا واسعا في رفح، إذ يُحاصَر أكثر من مليون مدني، وهدد بوقف شحنات معينة من الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم يُستجَب تحذيره.
وتمثل الحرب في غزة موضوعا شائكا سياسيا بالنسبة للديمقراطي البالغ 81 عاما، والساعي للفوز بولاية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب.