"صفقة القرن" تفشل في إنقاذ نتنياهو من المحاكمة
نتنياهو سيحاكم في المحكمة المركزية الإسرائيلية المقامة في شارع صلاح الدين في قلب القدس الشرقية المحتلة
لربما أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيجد نفسه في وقت ما أمام المحكمة بتهم الفساد.
لكن أن يأتي القرار بتقديمه إلى المحكمة في يوم احتفاله بنشر خطة "صفقة القرن" فهذا ما لم يكن بالحسبان.
ويجمع المراقبون في إسرائيل على أن توقيت نشر الخطة الأمريكية أخذ بالحسبان اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة مطلع مارس/آذار المقبل والتي تعد مصيرية لمستقبل نتنياهو السياسي.
ولذلك فقد شكك مسؤولون في المعارضة الإسرائيلية بالتوقيت، واعتبروه محاولة من الرئيس الأمريكي لمساعدة نتنياهو في الانتخابات الثالثة التي تجري في غضون عام.
وكتب زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي المعارض عمير بيرتس، في رسالة إلى ترامب 25 من الشهر الجاري: "أود أن أنقل إليك قلقي من أن توقيت نشر الخطة يمثل تدخلا في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من مارس/آذار".
- نتنياهو يقترب من قفص الاتهام بتهم الفساد بعد سحبه طلب الحصانة
- نتنياهو زاعما: "صفقة القرن" فرصة تاريخية
وكان توقيت نشر الخطة جاء بعد تنسيق ما بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بحسب محطات التلفزة الإسرائيلية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقبيل الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان 2019 وقع الرئيس الأمريكي، بحضور نتنياهو، على صك الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقبيل الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول 2019 أعلنت الإدارة الأمريكية أنها لا تعارض ضم إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية.
ورأى مسؤولون في المعارضة الإسرائيلية أن نشر الخطة الأمريكية الآن يأتي لمساعدة نتنياهو قبيل الانتخابات، خاصة بعد وعوده للناخبين بضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
لكن نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد، أراد توجيه الأنظار عن هذه الاتهامات بتوقيت يوم نشر الخطة الأمريكية مع انعقاد الكنيست لتشكيل لجنة برلمانية مختصة بالنظر في طلبه الحصانة.
ويقول محللون إسرائيليون إن نتنياهو طلب من الإدارة الأمريكية دعوة زعيم المعارضة بيني جانتس إلى واشنطن للقاء للمرة الأولى مع ترامب؛ بهدف إقناعه بتأخير موعد انعقاد جلسة الكنيست.
ولكن جانتس، الذي تردد في البداية في الذهاب إلى واشنطن، انطلق إلى البيت الأبيض في الوقت الذي كان فيه زملاؤه من حزب "أزرق أبيض" يعملون على إنجاح جلسة الكنيست.
وبعد سيل من المديح الأمريكي في ساعات المساء وجد نتنياهو نفسه صباح اليوم أمام لحظة الحقيقة وهي أن الكنيست سيعقد جلسته.
وللمعارضة الإسرائيلية أغلبية في الكنيست من شأنها أن تقضي على أي فرصة لنتنياهو للحصول على الحصانة البرلمانية التي يأملها.
وعلى إثر ذلك، وجه نتنياهو رسالة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى الجمهور الإسرائيلي أعلن فيها قراره سحب طلبه الحصانة "لتفادي سرك الحصانة في الكنيست" بحسب رسالته.
وبعد أن سادت توقعات بأن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت سينتظر إلى حين عودة نتنياهو من واشنطن من أجل تقديم لائحة الاتهام ضد نتنياهو إلى المحكمة.
واستنادًا إلى الإذاعة الإسرائيلية فإن القانون الإسرائيلي يمنح ماندلبليت فترة أسبوع لتقديم لائحة الاتهام إلى المحكمة ولكنه قدمها على الفور.
وقريبا سيجد نتنياهو نفسه أمام قضاة المحكمة المركزية الإسرائيلية في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية المحتلة مدافعا عن نفسه ضد تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة الموجهة ضده.
وشارع صلاح الدين هو نفسه الشارع الذي توجد فيه وزارة العدل الإسرائيلية؛ حيث تم اتخاذ القرار بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بعد التحقيق في 3 ملفات فساد.
ويأمل نتنياهو أن يدخل التاريخ بصفته القائد الذي دفع باتجاه صفقة القرن، ولكن بدءا من اليوم سيدخل التاريخ بصفته أول رئيس وزراء إسرائيلي يصر على خوض انتخابات وهو متهم بالفساد.
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز