ائتلاف نتنياهو يتآكل وسط خلافات «اليوم التالي» للحرب
بدأ الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتآكل في ظل الخلافات حول الحكم المستقبلي لقطاع غزة التي تختبر صبر حلفاء البلاد في الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة الغاضبة بشكل متزايد.
وكان نتنياهو حذرا في تحديد الخطوط العريضة لخطة ما بعد الحرب، خوفا من أن تتسبب الخلافات في انهيار ائتلافه الهش الذي لا يبدو قريبا من حل انقساماته الداخلية، حسبما ذكر موقع "بوليتيكو" الأمريكي.
وكان الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الأمني يوم الخميس الماضي صاخبا بشكل استثنائي حتى بالنسبة للمعايير الإسرائيلية المضطربة سياسيا، إذ كان عبارة عن مشاجرة كلامية حادة أكثر من كونه اجتماعا حكوميا رصينا.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الخلافات الصارخة بين الأحزاب الحاكمة حول خطة "اليوم التالي" لغزة تكشف عن انقسامات كامنة أعمق، أيديولوجية وشخصية، وهو ما يثير التساؤلات حول قدرة حكومة الحرب على الصمود خاصة مع تزايد مطالبات حركات الاحتجاج باستقالة نتنياهو.
واندلعت المشاحنات بسبب إعلان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، هرتسي هاليفي، إنشاء لجنة تحقيق داخلية في الجيش حول إخفاقات أجهزة الأمن الإسرائيلية قبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما اعتبره وزراء اليمين المتشدد ميري ريغيف وإيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أمرا غير مناسب في ظل احتدام القتال في غزة.
وتركز غضبهم على ضم وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز الذي أشرف على الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، إلى فريق التحقيق، إذ يعتبرون أن الانسحاب من القطاع هو ما سمح لحماس بامتلاك القوة التي مكنتها من تنفيذ الهجوم.
وصب هذا الغضب الزيت على النار بشأن اقتراح وزير الدفاع يوآف غالانت بإسناد إدارة غزة إلى الفلسطينيين غير المنتمين إلى حماس، وألا تكون هناك إعادة توطين إسرائيلية في القطاع، وهو ما يرفضه القوميون المتطرفون الذين يرون الخطة إعادة لما كانت عليه الأوضاع قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد 3 ساعات من الشجار وتبادل الشتائم فض نتنياهو الاجتماع دون التوصل لحل حول مستقبل غزة في الوقت الذي يتزايد فيه إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة التوصل إلى خطة جادة وذات مصداقية لما بعد الحرب يمكن أن تقبلها الدول العربية.
وأدت الخلافات إلى عدم مشاركة 3 وزراء وسطيين في حكومة الحرب هم بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، ويشيل تروبر، في اجتماع يوم الأحد الماضي.
وكان وزير الدفاع السابق ورئيس هيئة الأركان العامة في السابق بيني غانتس وافق على الانضمام للحكومة، معتبرا أن هذا هو "وقت الحرب".
ومنذ ذلك الوقت ارتفعت شعبية غانتس بشكل كبير ويُنظر إليه الآن على أنه المنافس الأكثر تهديدا لنتنياهو، وبالتالي سيؤدي انسحابه من الحكومة إلى زيادة احتمالية إجراء انتخابات مبكرة.