قصف غزة..نتنياهو بين «إنقاذ» حكومته و«استعداء» عائلات الرهائن

إذا كان القصف الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة قد ينقذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أزمة فإنه يدخله في أخرى
واليوم الثلاثاء، قُتل أكثر من 220 فلسطينيا، في قطاع غزة، إثر سلسلة غارات إسرائيلية غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين حين بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين تل أبيب وحماس التي سارعت لاتهام إسرائيل بنسف الاتفاق و"التضحية" بالرهائن.
فبينما قد يجنّب هذا التصعيد سقوط حكومة نتنياهو على خلفية التصويت على الميزانية وأزمة إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، فإنه يضعه في مواجهة مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يعارضون بشدة تجدد الحرب على القطاع.
ويُعتبر تجدد القتال بمثابة منفذ لنتنياهو لتجنب سقوط حكومته، حيث يحتاج إلى دعم حزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، الذي يمتلك 6 مقاعد في الكنيست.
وهذه الأصوات ضرورية من أجل الحصول على ثقة الكنيست، لتمرير ميزانية الدولة قبل نهاية الشهر الجاري، وإلا فإن الحكومة ستسقط، مما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة.
وقد أعلن بن غفير سابقا أن استئناف الحرب هو شرطه للعودة إلى الحكومة، وهو ما تحقق مع الهجوم الأخير.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من بن غفير، أنه "في ضوء التطورات وإعلان نتنياهو استئناف القتال في غزة، من المتوقع أن يُبلغه باستعداده للعودة إلى الحكومة، وذلك قبيل التصويت على ميزانية الدولة حيث خشي نتنياهو من سقوط الحكومة في حال عدم إقرار الميزانية في الموعد المحدد وهو نهاية الشهر الجاري".
الأزمة الحقيقية
لكن في المقابل، يُفاقم الهجوم أزمة نتنياهو مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يرفضون استئناف الحرب خشية على حياة أبنائهم المحتجزين لدى حماس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في بيان: «هذه الليلة عدنا للقتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح المختطفين وتهديدها باستهداف جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنات".
وأضاف "إذا لم تُفرج حماس عن جميع المختطفين، فستُفتح أبواب الجحيم في غزة (..) لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع المختطفين إلى منازلهم ويتم تحقيق جميع أهداف الحرب».
في هذه الأثناء، قالت القناة الإخبارية 14 الإسرائيلية: "انتهت الضربة الافتتاحية. ننتظر النتائج التي قد تتضح في الصباح. الهجمات الجوية ستستمر بكثافة متغيرة، ووفقا للتوجيهات من المستوى السياسي، فإن القوات البرية أيضًا جاهزة عند الحاجة".
رونين بار.. إقالة مع تعليق التنفيذ
كما أن التصعيد العسكري قد يؤجل أزمة إقالة رونين بار، رئيس "الشاباك"، حيث لم يتم تحديد موعد نهائي لعقد جلسة حكومية لمناقشة هذه القضية، ربما بسبب التطورات العسكرية الأخيرة.
ولا يتوقع أن تمضي الحكومة قدما في مناقشة إقالة بار في ظل هذه التطورات.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: "من الممكن أن نتوقع بحذر أن إقالة رونين بار سوف تنتظر، حيث لم يتم تحديد موعد لاجتماع حكومي بشأن هذه المسألة حتى الآن".
وبعد أن قيل بأن جلسة الحكومة لمناقشة إقالة بار ستعقد الأربعاء فقد تردد أنها ستعقد مساء الثلاثاء، ولكن لاحقا ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه لم يتم تحديد موعد نهائي للجلسة.
وكانت العديد من المنظمات الإسرائيلية أعلنت عن نيتها تنظيم احتجاجات واسعة في إسرائيل على قرار الإقالة.
ماذا عن واشنطن؟
لا يتوقع أن تتسبب الهجمات بأزمة مع واشنطن بعد أن نقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن" إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقا بالغارات المخطط لها وأهداف العمل العسكري المتجدد في غزة".
وهو ما تطرقت له كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن "إدارة الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض تشاورا مع الإسرائيليين بشأن هجماتهم على غزة الليلة".
وقالت ليفيت، في حديثها إلى قناة فوكس نيوز "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران - كل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة الأمريكية أيضا - سيدفع ثمنا باهظا. أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".
aXA6IDE4LjIyMS4xNDIuMzkg جزيرة ام اند امز