هدنة غزة.. نتنياهو بين خيار بن غفير وغانتس في الشهر الحاسم
في مؤشر جديد على تقدم في محادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيفاد وفده إلى محادثات تفصيلية.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية تقديرها أن المفاوضات ستستغرق ما بين 3 إلى 5 أسابيع مشيرة إلى أن "المفاوضات لن تكون سهلة".
أما عن العقبة الرئيسية فقالت: "تظهر حماس بعض المرونة ومستعدة للتخلي عن طلب وقف الأعمال العدائية بشكل كامل في المرحلة الأولى، لكنها تطالب باختيار هوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم".
غير أنها استدركت: "تدعي إسرائيل أن نقاط الخلاف الأساسية مع حماس هي من النوع الذي يمكن حله في صيغ يتم تمريرها بين إسرائيل والوسطاء".
ورجحت أن رئيس الموساد دافيد بارنياع أبلغ رئيس الوزراء القطري رسالة لنقلها إلى حماس وعلى إثر ذلك تقررت المفاوضات الأسبوع المقبل.
وفي المفاوضات سيتنقل وسطاء من مصر وقطر بين وفدين إسرائيلي ومن حماس، فيما سيتواجد وفد أمريكي من أجل تسهيل المحادثات ومنع انفجارها.
وقرار إيفاد الوفد إلى محادثات تفصيلية جاء بعد زيارة قام بها رئيس الموساد إلى العاصمة القطرية الدوحة اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء القطري.
وشارك في المحادثات المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير فولك وهو عين وأذن نتنياهو في المحادثات.
وللمفارقة فإن فولك شارك في اللقاءات بالدوحة فيما بقي في إسرائيل رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار ومسؤول ملف المفقودين بالجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ولكن في المحادثات المقررة الأسبوع المقبل فإن الوفد الإسرائيلي سيكون بكامل تشكيلته.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، مساء الجمعة: "عاد رئيس الموساد مؤخراً من الدوحة بعد اجتماع أولي مع الوسطاء".
وأضاف: "تقرر أن يغادر الفريق الأسبوع المقبل لمواصلة المفاوضات، مع التأكيد على أنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين".
ويلمح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بذلك إلى أنه على الرغم من وجود اتفاق مبدئي على الإطار العام إلا أن وضع التفاصيل سيتطلب مفاوضات مكثفة.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "قال مسؤولون إسرائيليون إن المفاوضات ستستغرق وقتا ومن غير المتوقع تحقيق انفراجة كبيرة قريبا".
مجرد ديكور
وفي غضون ذلك، جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هجومه على المفاوضات.
وهذا ما يتضح من مداولات اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، مساء الخميس، حيث رفض نتنياهو عرض تفاصيل رد حماس على الاجتماع.
وفي إشارة إلى اجتماع أمني مصغر عقده نتنياهو مباشرة بعد الاجتماع، قال بن غفير: "بعدنا مباشرة، سيعقد الاجتماع الحقيقي، نحن مجرد ديكور هنا، وبعد أن ننتهي، تجلس أنت ووزير الدفاع يوآف غالانت مع رؤساء مؤسسة الدفاع وتضعون اللمسات الأخيرة على الأمور. نحن مجرد زينة".
وتابع بن غفير هجومه قائلا: "رئيس الوزراء أنا أقول لك، إذا اتخذت القرارات بمفردك، فهذه مسؤوليتك وستترك وحدك أيضا".
دعم غير متوقع
وإزاء هذا التهديد، أجرى وزعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس اتصالا هاتفيا مع نتنياهو أبلغه فيه استعداده لدعم أي صفقة في الكنيست.
ولاحقا نشر غانتس شريط فيديو قال فيه: "رئيس الوزراء، إذا قدمتم خطوطا عريضة مسؤولة لعودة المختطفين، فستحصلون على الدعم الكامل منا، والأهم من ذلك - من الشعب".
وأضاف غانتس: "هذا هو القرار الصحيح استراتيجيا، وهو الأمر اليهودي الذي يجب القيام به".
وصمت بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعد هذا الإعلان الذي من شأنه تقديم شبكة أمان لحكومة نتنياهو في حال نفذ بن غفير وسموتريتش تهديدهما بعدم دعم الاتفاق.
يريدون صفقة
وأظهر استطلاع للرأي العام نشرته القناة 12 الإسرائيلية أن 67% من الإسرائيليين يريدون صفقة تؤدي لإعادة الرهائن الإسرائيليين، حتى لو كان الثمن إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وقف إطلاق نار.
وكان آلاف الإسرائيليين شاركوا، الجمعة، بمسيرة في تل أبيب قادتها أمهات الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وتم تنظيم المسيرة تحت عنوان "صرخة الأمهات" وتحت شعار "الأم لا تستسلم أبدا" و"نتنياهو، يجب ألا تفوت فرصة إعادة أطفالنا إلى الوطن".
وقالت شيرا ألباغ، والدة ليري ألباغ المحتجزة بغزة، موجهة كلامها لنتنياهو: "هناك الآن اتفاق مطروح على الطاولة وعليك إظهار القيادة والشجاعة للتوقيع على الاتفاق. نحن بحاجة إلى استعادة ثقتنا وأملنا، نحتاج إلى إعادة الجميع إلى منازلهم، وهذا ممكن وهو أقرب من أي وقت مضى".
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز