نتنياهو وحيدا بمواجهة الضغط الدولي ومظاهرات أهالي الرهائن
بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحيدا في مؤتمره الصحفي، مساء السبت، ليعلن أنه سيواصل حربا ستستمر شهورا.
وعلى غير العادة في المؤتمرات السابقة فقد غاب عن المؤتمر الصحفي وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.
وفيما أعلن نتنياهو أنه يتعرض لضغوط دولية من أجل إنهاء الحرب، فقد تزامن المؤتمر مع تظاهر آلاف الإسرائيليين المطالبين بإعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة.
وفي مؤشر على خلافات عميقة غاب عن المؤتمر الوزير في مجلس الحرب غانتس، الذي أدى غيابه إلى عدم مشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت، والذي لم تعد تخفى خلافاته مع نتنياهو.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 12 إن مقربين من غانتس قالوا إنه لا يوجد مبرر لعقد مؤتمر صحفي الليلة.
أما المقربون من غالانت فقالوا للقناة الإسرائيلية إنه بما أن غانتس رفض المشاركة فإنهم لم يريدوا أن يبدوا الأمر، وكأنه إعلان مشترك لغالانت ونتنياهو فقط، وأن غانتس مستبعد.
الخلافات مع غانتس
ولكن القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية قالت: "علمنا أن وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير غانتس دعيا إلى المؤتمر الصحفي لنتنياهو لكنهما رفضا الحضور".
وأضافت: "يرتبط ذلك، من بين أمور أخرى، بالحديث عن اليوم التالي والغضب الكبير بين غانتس وغالانت من عدم حدوث ذلك، وكذلك بالخوف من تصريحات نتنياهو السياسية، على غرار المؤتمرات الصحفية الأخيرة".
ويضغط غانتس من أجل بحث سياسة إسرائيل في اليوم التالي للحرب، وهو ما يرفضه نتنياهو تحت ضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وقال نتنياهو: "كانت هناك بالفعل ثماني مناقشات في مجلس الأمن القومي بشأن اليوم التالي، سنناقش هذا الأمر في مجلس الوزراء أيضا".
ولكن القناة 13 أشارت إلى أن سكرتير مجلس الوزراء يوسي فوكس قال لأعضاء مجلس الحرب خلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المنتدى رفيع المستوى لا يمكنه إجراء مناقشات حول التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، لأن ذلك من شأنه أن يثير أزمة ائتلافية.
وقالت: "غضب الوزير بيني غانتس من هذا التصريح، قائلا إن الخوف من أزمة الائتلاف ليس سببا لتأجيل مثل هذه المناقشات الحاسمة، يجب على الجيش أن يعرف ما هو مخطط له (للمرحلة التالية من الحرب) من أجل الاستعداد لاستمرار القتال".
وأضاف غانتس: "منذ متى لا نناقش مثل هذه الأمور في مجلس الوزراء الحربي؟ وأين يقال إنه ممنوع إبداء الرأي في مسألة ما قبل مناقشتها في منتدى موسع؟".
وبحسب القناة الإسرائيلية فإنه "بعد أن أجّل نتنياهو هذه القضية لأكثر من شهرين، وافق على عقد اجتماع لمجلس الوزراء الحربي يوم الخميس الماضي لمناقشة التخطيط لغزة ما بعد الحرب، وأثار القرار غضب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش، الذي طالب بمناقشة القضية في مجلس الوزراء الأمني الأوسع، الذي هو عضو فيه، حتى يتمكن من إبداء رأيه".
وأضافت: "من المفهوم أن سموتريش يعارض بشدة أكثر من نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بأي شكل من الأشكال، الأمر الذي من شأنه أن يترك خيارات قليلة بخلاف إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي للقطاع، وهو الأمر الذي يعارضه كل من رئيس الوزراء والمؤسسة الأمنية".
وتابعت القناة الإسرائيلية "استسلم نتنياهو للضغوط وألغى اجتماع مجلس الوزراء الحربي يوم الخميس، ولكن لم يتم تحديد موعد لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة هذه القضية".
الخلاف مع غالانت
وعند سؤاله عن سبب منعه رئيس "الموساد" دافيد بارنياع ورئيس "الشاباك" رونين بار من الاجتماع مع وزير الدفاع غالانت، رد نتنياهو: "أنا لا أمنع أي لقاء، أنا أسمح باجتماع الشاباك والموساد، ولا أعلم عن أي اجتماع له قيمة أمنية كبيرة ولا أمنع أحدا من الاجتماع".
وتمسك نتنياهو برفض الاستقالة من منصبه، وقال: "الأمر الوحيد الذي أفكر فيه هو إنهاء حماس".
وكرر نتنياهو في مؤتمره ذات الرسالة، وهو المضي قدما بالحرب على غزة، وإن هذا الحرب ستستمر طويلا.
وقال: "الحرب تمضي على قدم وساق، نحن نقاتل على جميع الجبهات. لدينا نجاحات كبيرة، ولكن لدينا أيضا أثمان مؤلمة. تحقيق النصر سيستغرق المزيد من الوقت".
ستستمر الحرب لعدة أشهر
وأشار إلى أن "تحقيق النصر يستغرق المزيد من الوقت، وستستمر الحرب لعدة أشهر"، معتبرا أنه "لتحقيق النصر المطلق، واستكمال جميع أهدافنا، هناك حاجة إلى مزيد من الوقت".
وأضاف: "هذا الأسبوع، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "ستستمر الحرب لعدة أشهر أخرى"، سياستي واضحة: سنواصل القتال حتى تحقق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن. سنضمن أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل".
وتابع في إشارة إلى السلطة الفلسطينية: "سنضمن عدم وجود أي كيان في غزة يمول أو يعلم أطفاله الإرهاب".
وأعلن سعيه لكيانات محلية في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على إسرائيل من أجل الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي تشمل سحب القوات من غزة ووقف القصف العشوائي في غزة والانتقال إلى الضرب المستهدف.
ودون تحديد دولة باسمها، قال نتنياهو: "بصفتي رئيسا للوزراء، أرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب، أنا أقدر دعم الولايات المتحدة لإسرائيل".
محور "فيلادلفيا" سيبقى بأيدينا
وأعلن نتنياهو أن محور صلاح الدين "فيلادلفيا" على الحدود بين غزة ومصر سيبقى بأيدي إسرائيل ما بعد الحرب بداعي منع تهريب السلاح.
ومعلوم أن مصر وكذلك الفلسطينيين يعارضون هذا الموقف الإسرائيلي.
مظاهرة أهالي الرهائن
وتزامن المؤتمر الصحفي مع تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب لمطالبة الحكومة بإعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة.
ويطالب ذوو الرهائن بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة لتبادل الرهائن بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ولكن نتنياهو لم يملك ما هو جديد لهم، وقال: "إذا كانت هناك صفقة رهائن سنقوم بها، هناك إمكانية للحركة لكنني لا أريد رفع التوقعات".
انتقاد رئيس الوزراء السابق
إلى ذلك فقد وجه نتنياهو انتقادات إلى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الذي كشف في مقال أن إسرائيل ضربت في داخل إيران مرتين العام الماضي خلال ترؤسه الحكومة، وقال نتنياهو: "إنه أمر غير مسؤول للغاية. فقط رئيس وزراء حالي لديه سلطة النشر، وسأفعل ذلك باعتدال أيضا".
كما أوصى بتأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة الشهر الماضي إلى 27 فبراير/شباط المقبل.
ومن جهة ثانية، أعلن نتنياهو أنه "على الحدود الشمالية نوجه ضربات قوية لحزب الله (اللبناني)"، وقال: "إذا قام حزب الله بتوسيع الحرب فسوف يتلقى ضربات لم يحلم بها، وكذلك إيران".
وأضاف: "بشأن مواجهة الحوثيين، لقد تحدثت مع العديد من القادة عن ضرورة تشكيل تحالف دولي للحفاظ على حرية الملاحة الدولية، وأنا أرحب بتشكيل هذا الائتلاف، ولكن على أية حال لن نسمح لهذا التهديد بإيذاء مواطني إسرائيل أو الاقتصاد الإسرائيلي".
وتابع: "أما إيران، فإيران تقود محور الشر والعدوان علينا في مختلف الجبهات. وهذا العدوان ليس موجها ضد إسرائيل فحسب، بل ضد العالم الحر برمته. إننا نعمل ضد إيران طوال الوقت، وفي كل مكان، وبكل الطرق، ولن أخوض في التفاصيل".
وبشأن الضفة الغربية، قال نتنياهو: "أود أن أقوي إخواننا وأخواتنا المستوطنين، الذين يقفون بثبات طوال الوقت في مواجهة التهديدات".