5 سيناريوهات تحدد الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني
يتفق المسؤولون الإسرائيليون على أن الرد على الهجوم الإيراني يجب أن يكون "قويا جدا" ولكنهم يختلفون في شكل الرد.
وتتفاوت المواقف ما بين ضرب منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود إلى رد منسق إقليميا.
ولكن حقيقة أن الهجوم الإيراني لم يتسبب بقتل أو حتى إصابة إسرائيليين فضلا عن أنه لم يصب منشآت استراتيجية إسرائيلية قد يحد من شكل الرد الإسرائيلي.
كما أن الهجوم الإيراني كان متوقعا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فضلا عن إبلاغ إيران الولايات المتحدة الأمريكية مسبقا عن الهجوم قد يحد من الرد.
فيما يظل إشكاليا في إسرائيل أن الهجوم الإيراني استهدف كل أنحاء البلاد ما دفع جميع الإسرائيليين تقريبا إلى الملاجئ قد يجعل الرد قويا، في محاولة لاستعادة الردع الذي أعيد تشكيله على خلفية الضربات المتلاحقة لحزب الله اللبناني أبرز حلفاء إيران في المنطقة.
ومع ذلك فإن ثمة من يرى بأن إضعاف حزب الله وحماس قد يشجع إسرائيل على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية شريطة الحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت في صد الهجوم ولكنها تنتظر انتخابات رئاسية الشهر المقبل.
ويمكن استخلاص الرد المحتمل من بيان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي قال في بيان في نهاية تقييم الوضع: "أثبتنا قدرتنا على منع العدو من تحقيق أي إنجاز، من خلال الدمج بين سلوك المواطنين المثالي ومنظومة دفاع جوي قوية جدًا. سنختار متى سنجني الثمن، وسنثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية".
ورصدت "العين الإخبارية" مواقف المسؤولين في الحكومة والمعارضة الإسرائيلية كما يلي:
وقال وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس: "إن الهجوم الذي وقع الليلة، على الرغم من التحذيرات الأمريكية، لا بد وأن يقابل ليس فقط برد فعل إسرائيلي قوي، بل وأيضاً برد إقليمي منسق على نطاق أوسع".
وأضاف: "ومثله كمثل هجوم الثالث عشر من أبريل/نيسان، فإن الليلة هي مثال آخر على التعاون المهم والفعال بين إسرائيل والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين، وهو ما تقدره إسرائيل تقديراً عميقاً".
غير أنه تابع: "إن العالم الحر وإسرائيل باعتبارها بؤرة ديمقراطية له في الشرق الأوسط، لا يمكن أن يظلا سلبيين لفترة أطول في مواجهة العدوان الإيراني المتنامي على المستويين الإقليمي والعالمي".
ومن جهته قال وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض: "ينبغي لإسرائيل أن تهاجم إيران فوراً، وتقصف جميع منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود. فإما نحن أو هم".
وذهب وزير الرياضة والثقافة الإسرائيلي من حزب "الليكود" ميكي زوهار إلى اعتبار أن الهجوم هو "بداية النهاية للنظام الإيراني اللعين".
وأضاف الوزير المقرب من نتنياهو: "الزعيم الإيراني الغبي الذي اتخذ القرار الأكثر خطأ في تاريخه، سيدفع ثمنا باهظا للغاية"، على حد تعبيره.
أما وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش فقال: "مثل غزة وحزب الله ودولة لبنان، سوف تندم إيران على هذه اللحظة".
وبدوره قال زعيم تحالف "الديمقراطيون" المعارض يائير غولان: " إطلاق الصواريخ على نطاق واسع يعني إعلان الحرب".
واستدرك: "ومع ذلك، ليس هناك مجال للتسرع. ويجب التأكد من أن العمل ضد إيران يتم بطريقة منسقة مع الأمريكيين والقوى الإقليمية حتى يكون الرد دقيقاً وفعالاً بشكل حاسم".
السيناريوهات المحتملة
مجمل هذه الردود تدعو لرسم السيناريوهات التالية وفق رصد "العين الإخبارية":
السيناريو الأول:
أن تكتفي إسرائيل بهجوم محدود على إيران. فكما فعلت ردا على الهجوم الإيراني الأول في إبريل/نيسان إذ ردت بضربات محدودة في إيران فإن إسرائيل قد تكرر الموقف ذاته من أجل تفادي مزيد من التصعيد بين البلدين.
السيناريو الثاني:
أن تهاجم إسرائيل مواقع نووية في إيران، حيث تستغل تل أبيب الهجوم من أجل تبرير مهاجمة مواقع نووية في إيران مستغلة ضعف حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في لبنان.
وثمة من ينظر في إسرائيل بأن الفرصة مواتية لمثل هذا الهجوم ولكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقترب من الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل قد تعارض هكذا هجوم.
السيناريو الثالث:
التنسيق لرد دولي على إيران، وقد تستغل إسرائيل الموقف لبناء تحالف دولي يفرض على إيران التراجع عن برنامجها النووي وإلا فإنها ستواجه عواقب عسكرية.
السيناريو الرابع:
الهجوم على إيران وحلفائها، أو ما يمكن اعتباره توسيع المسار الذي تسير فيه إسرائيل بالفعل حاليا.
إذ قد ترد إسرائيل على الهجوم بهجوم على إيران نفسها وعلى حلفائها في المنطقة بما في ذلك في لبنان وسوريا واليمن والعراق.
السيناريو الخامس:
تأجيل الرد إلى ما بعد الأعياد اليهودية. فقد تعمد إسرائيل إلى تأجيل ردها على إيران إلى ما بعد الأعياد اليهودية هذا الشهر مع تركيز هجماتها على حزب الله في لبنان.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز