نتنياهو يقطع الطريق على ماكرون.. وواشنطن تحيد بيروت
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وقف إطلاق النار من جانب واحد" في لبنان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما تواصل الولايات المتحدة ضغوطها على حليفها لتحييد بيروت عن التصعيد بين تل أبيب وحزب الله.
والرد الإسرائيلي هو أول تعليق على ما قاله نائب أمين عام حزب الله اللبناني نعيم قاسم الذي قال الثلاثاء إن وقف إطلاق النار هو الحلّ الوحيد لإنهاء التصعيد بين الجانبين.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأن "رئيس الوزراء قال خلال المحادثة (مع ماكرون) إنه يعارض وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه".
ومنذ بدء تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله قبل عام، تشدد تل أبيب على وجوب إبعاد مقاتلي الحزب عن حدودها الشمالية وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب لبنان، بشكل يسمح لعشرات الآلاف من سكان أنحائها الشمالية بالعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها.
وأكد بيان نتنياهو أن الأخير "أوضح (لماكرون) أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيبات لا تفضي لذلك ولا تمنع حزب الله من إعادة التسلّح وإعادة رص صفوفه".
وأتى موقف نتنياهو بعد ساعات من تأكيد قاسم في كلمة متلفزة مسجّلة قدرة حزب الله على استهداف "أي نقطة" في إسرائيل، مشددا على أنه "لن يٌهزم".
وقال نائب الأمين العام "بما أن العدو الإسرائيلي استهدف كل لبنان، فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو الإسرائيلي سواء في الوسط أو الشمال والجنوب".
وجاءت تصريحات قاسم غداة توعّد نتنياهو بمواصلة استهداف الحزب المدعوم من طهران، "بلا رحمة".
وفتح الحزب ما قال إنه جبهة "إسناد" لغزة منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.
وتحوّلت المواجهة إلى حرب مفتوحة في 23 سبتمبر/ أيلول، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية خصوصا ضد معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. كما أعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
بيروت
يأتي الرد الإسرائيلي على ماكرون فيما أبدت واشنطن الداعمة لإسرائيل معارضتها القصف المكثف لبيروت.
وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الثلاثاء "لقد أوضحنا أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأينا أنّه تمّ تنفيذها خلال الأسابيع الماضية".
وفي غضون ذلك، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي استعداد السلطات لتعزيز عديد الجيش في الجنوب. وقال لوكالة فرانس برس "لدينا حاليا 4500 جندي في جنوب لبنان ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف إلى 11 ألفا".
وفي إطار رفع وتيرة البحث عن حل دبلوماسي للتصعيد في الشرق الأوسط، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور الجمعة لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) التي تعرضت مؤخرا لنيران إسرائيلية خلال مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب البلاد.
من الإسناد إلى الحرب
ويعلن حزب الله تصدّيه لمحاولات تسلل واستهدافه جنودا يتحركون داخل لبنان وإطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل.
ونفّذت إسرائيل سلسلة ضربات أسفرت عن مقتل قياديين كبار في الحزب أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر/ أيلول. كما تعرّض آلاف من عناصر الحزب لتفجيرات أجهزة اتصال يستخدمونها في 17 و18 سبتمبر/ أيلول، في عملية نسبت إلى إسرائيل.
وشدّد قاسم الثلاثاء في كلمته على أن الحزب انتقل منذ ذلك الحين الى "مرحلة جديدة اسمها مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولم نعد في حرب المساندة"، مع تأكيده أنه "لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين".
ورفض الحزب مرارا وقف إطلاق النار في لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة.
وشدّد قاسم "الحلّ بوقف إطلاق النار، ولا أتحدث من موقع ضعف، لأنه إذا كان الإسرائيلي لا يريد فنحن مستمرون".
وتواصل القصف الإسرائيلي الثلاثاء على مناطق عدة في لبنان، بعد ليلة عنيفة على منطقة بعلبك (شرق).
واستهدف، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، بلدات في الجنوب وفي البقاع الغربي (شرق).
وأعلنت وزارة الصحة مقتل 41 شخصا نتيجة الغارات الإسرائيلية الإثنين.
ومساء الثلاثاء، أعلن حزب الله أنه أسقط طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز هرمس 450، هي الثانية في يوم واحد.
كما أعلن أن مقاتليه قصفوا بالصواريخ دبابة وجرافات إسرائيلية عند أطراف بلدة راميا الحدودية، واستهدفوا مواقع عسكرية في شمال إسرائيل.
وقتل 1365 شخصا على الأقل في لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية، علما بأن العدد الفعلي يرجح أن يكون أعلى من ذلك. كما أحصت الأمم المتحدة نزوح ما يناهز 700 ألف شخص.