«بطولة» سارة وزفاف ابنه.. سخرية من «تضحيات» عائلة نتنياهو في زمن الحرب

فيما يتصاعد دخان الصواريخ في أرجاء إسرائيل، جاء صوت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محملا بشكوى لم يتوقعها كثيرون.
فنتنياهو، أثار موجة من الانتقادات اللاذعة بعد تصريحاته أمام مستشفى تعرض للقصف الصاروخي في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، في خضم التصعيد مع إيران.
وتحدث نتنياهو عن "الثمن الشخصي" الذي دفعته عائلته بالحرب، والمتمثل في تأجيل ثان لزفاف نجله، أفنير.
وقال "كل واحد منا يدفع ثمنا شخصيا، وعائلتي ليست استثناء. هذه هي المرة الثانية التي يُضطر فيها ابني أفنير لإلغاء زفافه بسبب التهديدات الصاروخية، وهذا أمر صعب أيضا على خطيبته، وكذلك على والدته، زوجتي العزيزة سارة أيضا، التي أعتبرها بطلة وتتحمل بدورها ثمنا شخصيا".
موجة سخرية
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "الغارديان" البريطانية، أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، موجة من السخرية تردد صداها في أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي، في ذروة الحرب التي شنها على إيران، يوم الجمعة الماضي.
تعليقات لافتة تُضاف إلى هجوم منتقديه الذين يرون أن رئيس الوزراء أصبح "منعزلا عاطفيا بشكل متزايد عن الواقع اليومي لإسرائيل والمنطقة، بعد أكثر من 17 عاما في منصبه" بحسب المصدر.
وكان من المقرر أن يقام زفاف أفنير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يؤجّل بسبب الأوضاع الأمنية.
ثم تقرر موعد جديد له هذا الأسبوع، قبل أن يُلغى مجددا على وقع القصف الإيراني.
وتردد أن رئيس الوزراء كان ينوي أخذ إجازة قصيرة لحضور الزفاف، وهو ما اعتبره البعض أحد العوامل التي جعلت إيران تتراخى في توقع الهجوم الإسرائيلي الأخير.
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، فقد قُتل حتى الآن 24 مدنيا إسرائيليا في التصعيد مع إيران بينما تشير تقديرات نشطاء حقوقيين في واشنطن إلى أن عدد القتلى المدنيين الإيرانيين بلغ 263 شخصا.
هجوم لاذع على نتنياهو
وفي تعليقها على تصريحات نتنياهو، قالت أنات أنغريست، التي يُحتجز ابنها ماتان رهينة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "أنا أعيش في جحيم غزة منذ 622 يوما".
أما جلعاد كاريف، عضو الكنيست عن الحزب الديمقراطي، فوصف نتنياهو بأنه "نرجسي بلا حدود".
وقال: "أعرف عائلات كثيرة لم تؤجل زفافا، بل فقدت أعزاء كانوا سيُحتفل بزفافهم يوما ما".
وانتقد بشدة إشادة نتنياهو بزوجته، "الأبطال الحقيقيون هم الأطباء الذين يغادرون بيوتهم في نوبات ليلية، والمعلمون الذين يحافظون على تماسك طلابنا عبر الإنترنت والمكالمات".
بدوره، علّق الصحفي الإسرائيلي أمير تيبون، بقوله إن الشخصيات العامة التي فقدت أبناءها في القتال لا تشير إلى تضحياتها بهذه الطريقة.
وأضاف: "لكن لا شيء يفاجئنا مع نتنياهو. حتى في اللحظات التي يفترض فيها أن يعطي قدوة شخصية، يضع نفسه في المقدمة".