نتنياهو يطرح على ترامب «خطة جديدة» في غزة حال رفض «حماس» نزع سلاحها
كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطرح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسيع المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في غزة، حال رفض حماس نزع سلاحها.
ووفقًا لخطة ترامب، فإن قوات الاستقرار الدولية ستنتشر في مناطق ينسحب منها الجيش الإسرائيلي تمهيدًا لإعادة الإعمار، لكن نتنياهو يطرح تنفيذ إعادة الإعمار تدريجيًا في مناطق تخضع حاليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي، على أن يتم توسيع هذه المنطقة لاحقًا لتصبح نحو ثلثي مساحة قطاع غزة.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "قبيل لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس دونالد ترامب، يتبلور تفاهم استراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية: ستبدأ إعادة إعمار قطاع غزة فقط في المناطق الخاضعة حاليًا للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، ضمن (الخط الأصفر)، ولاحقًا، ومع استمرار رفض حماس نزع سلاحها، ويُتوقع حدوث ذلك بالفعل، سيتم توسيع المنطقة المُعاد إعمارها تدريجيًا لتشمل حوالي 75% من مساحة القطاع".
وأضافت: "وفقًا لمصادر مطلعة، تتفق إسرائيل والولايات المتحدة على أنه لا يمكن انتظار نزع حماس لسلاحها كشرط لبدء أعمال إعادة الإعمار، ولكن لا توجد أيضًا نية للسماح بإعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها الحركة. ولذلك، فإن البديل قيد الدراسة هو البدء الفوري في إعادة الإعمار المدني والاقتصادي والبنية التحتية فقط في المنطقة التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي حاليًا، والتي تشكل حوالي 53% من القطاع اليوم، مع وضع خطة تدريجية تؤدي إلى توسيع (الخط الأصفر) ليشمل حوالي ثلاثة أرباع القطاع".
وتابعت: "بحسب المفهوم المطروح، لن تبدأ عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة بالكامل دفعة واحدة، بل ستتم على مراحل. في البداية، سيتم إنشاء مناطق سكنية وبنية تحتية وخدمات صحية وإمدادات غذائية في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، وستصبح هذه المناطق مركزًا للاستقرار وإعادة الإعمار وتحسين جودة الحياة، بينما ستبقى المناطق الخاضعة لسيطرة حماس مدمرة، تفتقر إلى البنية التحتية، وتعتمد على مساعدات خارجية محدودة".
وأشارت إلى أنه "تتوقع إسرائيل أن يؤدي هذا الوضع إلى زيادة الضغط الداخلي في القطاع: سيفضل السكان المدنيون الانتقال إلى المناطق المُعاد إعمارها، بينما ستُفرغ مناطق حماس تدريجيًا، وستبقى مأهولة بشكل رئيسي بعناصر الحركة. وهكذا، ودون توجيه إنذار رسمي أو تحديد موعد نهائي، ستنشأ ديناميكية تشجع على التوسع التدريجي لمنطقة إعادة الإعمار، وبالتالي على بسط السيطرة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة".
وقالت: "كما سيتم توسيع الخط الأصفر، وفقًا للخطة، من خلال عمليات عسكرية محدودة عند الضرورة، دون العودة إلى القتال واسع النطاق. وتُقدّر إسرائيل أن حماس غير مستعدة حاليًا لوقف هذا التقدم الذي يحرزه الجيش الإسرائيلي، وأن أي توسع سيُصاحبه أولًا تنفيذ عمليات هندسية وأمنية تتمحور أساسًا حول تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها، قبل البدء بأعمال إعادة الإعمار المدنية".
وأضافت: "في الوقت نفسه، يُوضح المسؤولون الإسرائيليون أنه لا توجد نية لاستبدال وجود الجيش الإسرائيلي بقوة استقرار دولية. وطالما استمرت حماس في التواجد في القطاع، حتى وإن كان ذلك في منطقة محدودة، فلن تدخل أي قوة أجنبية لمنع الجيش الإسرائيلي من العمل. وبناءً على ذلك، ستُدار عملية إعادة الإعمار من قِبل هيئة دولية بقيادة الولايات المتحدة وبالتنسيق الكامل مع إسرائيل، مع الاعتماد على العناصر المدنية المحلية، لكن المسؤولية الأمنية ستبقى على عاتق الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "تؤكد مصادر مطلعة على التفاصيل أن هذا ليس ضمًا أو إنشاء حدود جديدة، بل هو نموذج لـ(غزة جديدة) تُبنى تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية مستمرة. ووفقًا للتفاهمات الناشئة، طالما لم تُسلّم حماس سلاحها، فلن يكون هناك انسحاب إسرائيلي، بل على العكس: توسع تدريجي للأراضي المُعاد إعمارها والخاضعة لسيطرتها، حتى الوصول إلى الأغلبية المطلقة من القطاع".
وأردفت: "الرسالة التي يُتوقع أن يوجهها نتنياهو إلى ترامب واضحة: إسرائيل مستعدة للمضي قدمًا في مرحلة إعادة الإعمار، ولكن بشرط منع حماس من البقاء أو إعادة التأهيل أو الاستفادة من هذه العملية".