نتنياهو عشية لقاء ترامب.. بين ضغوط اليمين والترتيبات الإقليمية

يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه عشية لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين ضغوط اليمين في حكومته ومحاولات سيد البيت الأبيض إيجاد ترتيبات إقليمية.
وخص ترامب نتنياهو بأن جعله القائد الأول الذي يلتقيه في البيت الأبيض بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية وذلك لقبوله طلبه الشروع بوقف إطلاق النار في غزة.
ولكن الوقف المؤقت لإطلاق النار في غزة ليس طموح ترامب وإنما البوابة إلى ترتيبات أكبر في المنطقة تشمل استدامة وقف إطلاق النار وتوسيع اتفاقيات إبراهيم.
وفي محاولة لإبراز الضغوط التي يتعرض لها في البيت، فإن نتنياهو سيطلب على الأرجح من الرئيس الأمريكي مقابلا لقبول ترتيبات إقليمية في المنطقة.
وعلى ذلك، أصدر المقربون من نتنياهو في حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، رسالة بدت وكأنها محاولة لممارسة الضغوط على نتنياهو.
فبدى لافتًا أن الموقعين على رسالة الضغط على نتنياهو من حزب "الليكود" هم المقربون منه مثل وزير الرياضة ميكي زوهار، ووزير الطاقة إيلي كوهين، ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يولي أدلشتاين، ووزير المواصلات ميري ريغيف، ووزراء ونواب وقادة آخرون.
وكتبوا في رسالتهم: "إن هذه الأيام تحمل في طياتها مصيرًا غير مسبوق للبلاد تحت قيادتكم وسيكون لها أثر دائم على مستقبلها وأمنها".
وأضافوا: "إننا على ثقة من أنكم ستضمنون أن يفهم الرئيس ترامب الأهمية الأمنية والتاريخية الحاسمة لإخضاع حماس، وهزيمتها الكاملة وتدمير كل قدراتها: العسكرية والحكومية والاقتصادية، ونزع السلاح الكامل في غزة."
وأكد الموقعون على "ضرورة توضيح الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في اللقاء المهم مع الرئيس ترامب، وسط مخاوف من الدخول في وضع من شأنه وقف الحرب وإبقاء حماس على حالها".
غير أن الرسالة الأهم جاءت من وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بالاستقالة من الحكومة حال عدم العودة إلى الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وتهديد سموتريتش له مفعول لأن من شأن تنفيذ إسقاط الحكومة على الأقل بعد انتهاء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في حال قرر نتنياهو الالتزام به حتى النهاية، وذلك لأن المعارضة وعدت نتنياهو بمنحه شبكة أمان لحين الانتهاء من تنفيذ الاتفاق.
سموتريتش قال في رسالة مسجلة، مساء الأحد: "رئيس الوزراء، أرسل لك أطيب تمنياتي وأنت تتوجه لحضور اجتماع مهم كهذا مع رئيس الولايات المتحدة، محب إسرائيل، دونالد ترامب".
وأضاف: "إن الكثير على المحك الآن ــ النصر الكامل في غزة، وتدمير حماس وإعادة كل رهائننا، وتعزيز أمننا على كل الحدود ــ في سوريا ولبنان، وبالطبع ضد رأس الأخطبوط البرنامج النووي الإيراني، يجب إزالة هذا الخطر".
غير أنه تابع بالدعوة لضم الضفة الغربية وقال: "علينا أن نعزز قبضتنا وسيادتنا على الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). بلدنا صغير للغاية، ولذلك علينا أولاً أن نتجنب الشر: لا نأخذ غزة ونضاعف التهديد في قلب بلادنا عشرين مرة".
واعتبر أنه "من القوة والقدرة نصنع السلام، ونقيم التحالفات، ونعزز مكانة دولة إسرائيل".
وقال سموتريتش: "إن شعب إسرائيل بأكمله يقف خلفك (نتنياهو). آلاف السنين، وأجيال عديدة، ومئات الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل النصر في هذه الحرب، وعائلات الضحايا وآلاف الجنود الجرحى في الجيش الإسرائيلي - كلهم يتوقعون منك أن تمثل موقفنا بأمانة".
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.