«صفقة لتمرير الصفقة».. نتنياهو يناور بانتخابات مبكرة مقابل «شبكة أمان»
لا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي ترك مساحة للمفاجآت، لذا بدأ طرح الصفقات لإنقاذ حكومته في حال انسحب منها اليمين المتطرف.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مأزقا بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ يقع تحت ضغط تهديد حليفه وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة حال عدم العودة إلى الحرب في نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي حال نفذ سموتريتش تهديده فإن الائتلاف الحكومي قد ينهار، بالنظر إلى استقالة وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير.
ويلتقي نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء المقبل في البيت الأبيض، وسط تقارير عن رغبة أمريكية في المضي قدما في تنفيذ المرحلة الثانية.
لذا سعى نتنياهو إلى تأمين "شبكة أمان" لحكومته إن اضطر إلى دفع استحقاقات المرحلة الثانية، عبر "صفقة" عرضها على قادة المعارضة لدعم حكومته خلال مراحل تنفيذ الاتفاق، مقابل إجراء انتخابات مبكرة بعد عام واحد من عودة آخر رهينة.
صفقة نتنياهو لمعارضيه
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في تقرير طالعته "العين الإخبارية"، أن نتنياهو "عرض على عضوي الكنيست يائير لابيد وبيني غانتس صفقة يقوم بموجبها زعيما المعارضة بتوفير شبكة أمان لحكومته لاستكمال صفقة الرهائن حتى لو قرر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحلفائه من اليمين المتطرف الانسحاب من الحكومة".
وأوضحت أنه في مقابل هذا الدعم سيتفق نتنياهو ولبيد وغانتس على "إجراء انتخابات مبكرة بعد عام واحد من يوم عودة آخر رهينة، في وقت ما في شهر أبريل/نيسان 2026".
نتنياهو يخشى حيلة
وأضافت "في الأسابيع الأخيرة، إلى جانب الأحداث اليومية الدراماتيكية المحيطة بعودة الرهائن، ازدادت المخاوف لدى نتنياهو وفريقه من أن الاتفاق مع حركة حماس قد لا يكتمل لأن سموتريتش يعتزم بالفعل إسقاط الحكومة إذا مضت إسرائيل قدما في المرحلة الثانية من صفقة التبادل".
وتابعت الصحيفة "عرض لابيد وغانتس بالفعل توفير شبكة أمان لنتنياهو، ولكن فقط إلى أن يتم الانتهاء من الصفقة"، لافتة إلى أن رئيس الوزراء "لا يثق في هذا الترتيب السياسي، وهو يعتقد أن لابيد وغانتس مع نواب المعارضة من اليمين سيطيحون به فورا بعد عودة جميع الرهائن".
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في مناقشات داخلية "هذه حيلة"، موضحة أنه "مستعد لإبرام صفقة فقط إذا ضمنت له عاما آخر في منصبه".
وأشارت إلى أنه لا أحد على أعلى المستويات في الحكومة يعرف ما ستؤول إليه الأمور في الأيام والأسابيع المقبلة، أو إلى أين ستؤدي المفاوضات مع حماس، موضحة أن "هناك لاعبين لا يمكن التنبؤ بهما في هذه الخلطة، هما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسموتريتش، الذي يعتقد أن إكمال الاتفاق مع حماس من شأنه أن يرقى إلى كارثة وطنية".
تقديم مقبول
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيسعى خلال لقاء ترامب إلى "تأمين أقصى حد من مساحة المناورة، بما في ذلك خيار استئناف الحرب إذا استمرت حماس بالاحتفاظ بالسلطة في غزة، (لكن) إذا أصر ترامب على رؤية صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار تُنفذ بالكامل، وهو ما يكفل هدنة مستدامة، فسيكون على نتنياهو مواجهة سموتريتش".
وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن نتنياهو قضى ساعات طويلة هذا الأسبوع في الحديث مع رئيس حزب "الصهيونية الدينية" المتشدد بتسلئيل سموتريتش، ويبدو أنه توصل إلى استنتاج بأن الأخير غير مستعد للتراجع عن موقفه بأن الحرب يجب أن تتواصل، وأنه على استعداد لإسقاط حكومة اليمين والمخاطرة بمستقبله السياسي بالكامل في حال توقفت الحرب.
وأوضحت أن "اقتراح نتنياهو المطروح على لابيد وغانتس يهدف إلى منع انهيار الحكومة بمساعدة المعارضة، إذ يسيطران معا على 31 مقعدا في الكنيست، ولا يمكن تقديم موعد الانتخابات إذا عارضا ذلك، نظرا إلى أن التعجيل بالانتخابات يحتاج إلى سن قانون بثلاث قراءات ودعم 61 من أصل 120 عضوا في الكنيست".
وإذا وفر لابيد وغانتس لنتنياهو "شبكة أمان" وتم إجراء الانتخابات في منتصف عام 2026، فسيكون هذا التقديم مقبولا بالنسبة لنتنياهو، إذ إن موعدها المقرر في أكتوبر/تشرين الأول 2026.
رد لابيد
وعندما سُئل عن هذا الاقتراح، قال لابيد لـ"تايمز أوف إسرائيل": "أنا لا أجري مفاوضات عبر وسائل الإعلام مع نتنياهو، إذا كان يريد استخدامنا كشبكة أمان من أجل صفقة الرهائن فيمكننا إنهاء ذلك خلف أبواب مغلقة في غضون ساعة واحدة".
وكان موقع "واللا" العبري ذكر أن نتنياهو ألغى لقاء كان مقررا مساء السبت مع رؤساء فريق التفاوض، كما قرر رفض اقتراحهم بإرسال الفريق إلى قطر، الإثنين، لبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب بنود الاتفاق، فإن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية يجب أن تبدأ يوم الإثنين المقبل، وهو اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، إلا أن نتنياهو قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر قبل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء.
وتعول "حماس" كثيرا على المرحلة الثانية، إذ تتضمن بندين أساسيين، الأول هو تحويل اتفاق وقف إطلاق النار من مؤقت إلى مستدام، والثاني المتعلق بترتيبات الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بما يؤدي إلى البدء العملي بإعادة إعمار القطاع في المرحلة الثالثة من الاتفاق.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTkzIA== جزيرة ام اند امز