جدول أعمال نتنياهو.. السلام مع العرب ومجابهة إيران النووية
يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو أن ينجح في توسيع اتفاقيات السلام مع دول عربية وإسلامية بعد تشكيله الحكومة.
وفي دعايته الانتخابية وأيضا بعد فوزه بالانتخابات، أعلن نتنياهو أنه سيسعى للتوصل إلى اتفاقيات سلام جديدة مع دول عربية وإسلامية.
ويأمل نتنياهو أن يبني على الاتفاقيات التي توصل إليها قبل أكثر من عامين مع عدد من الدول العربية من أجل إبرام المزيد.
وكانت الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت ثم يائير لابيد نجحت في الإبقاء على زخم هذه الاتفاقيات ولكن دون النجاح في توسيعها.
ولكن نتنياهو بدا مصرا على مواصلة السعي لإبرام المزيد من الاتفاقيات في ظل حكومته التي يعكف على تشكيلها.
فبعيد تسلمه خطاب التكليف بتشكيل الحكومة من الرئيس الإسرائيلي، الأحد، قال نتنياهو: "هناك اتفاق واسع على ضرورة محاربة الإرهاب، منع إيران من الحصول على السلاح النووي الذي تنوي به تهديد وجود إسرائيل بشكل مباشر، الحفاظ على وحدة القدس، وتحقيق المزيد من اتفاقيات السلام".
وأضاف: "السلام من قوة، والسلام مقابل السلام، مع دول عربية إضافية، وبالتالي إلى حد كبير لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".
وتابع "لم أقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولكن في رأيي هذا (يقصد اتفاقيات السلام مع دول عربية) هو المرحلة المتقدمة، والتي ستحقق هذه النتيجة أيضًا".
ولطالما قال نتنياهو إن السلام مع الدول العربية سيقود في نهاية الأمر إلى اتفاق مع الفلسطينيين وليس العكس.
وكانت الإدارة الأمريكية الحالية أعلنت أنها ستدعم جهود التوصل إلى اتفاقيات سلام بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية على ألا تكون بديلا لاتفاق على أساس حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال نيد برايس، الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين قبل أيام: "نرحب بالخطوات الإضافية عندما يتعلق الأمر بالتقدم بين إسرائيل وجيرانها مع الاعتراف أيضًا بالحاجة إلى إحراز تقدم كبير عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتابع "عندما يتعلق الأمر بالتوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية، بين إسرائيل وغزة. هذا بالطبع لا يزال التركيز".
وأضاف: "هذا ليس بديلاً عن ذلك، لكن في الوقت نفسه، عندما نرى تقدمًا مهمًا مثل هذا، سنرحب به وسنواصل تشجيعه".
ملف إيران
ومن جهة ثانية، فقد حول نتنياهو الخطوات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج عمل لحكومته عندما تحدث عن ذلك في كلمته لدى تسلمه خطاب التكليف بتشكيل الحكومة.
وكتبت المحللة ليلاخ شوفال في صحيفة "إسرائيل هيوم": "رغم إرادة جو بايدن الشديدة للتوقيع على اتفاق مع إيران، حتى الآن، فإن التوقيع يتأخر والادعاء هو أن الكرة توجد في أيدي إيران".
وتابعت "يخيل في هذه اللحظة أن أيا من الطرفين ليس لديه الوقت؛ لأن إيران عالقة حتى الرقبة في موجة احتجاج داخلية اجتاحت الدولة في ضوء قمع حقوق النساء، بينما الأمريكيون منشغلون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس".
وأضافت: "ستكون مسألة الهجوم الإسرائيلي على إيران أغلب الظن مهمة جدا في ولاية وزير الدفاع الجديد، ويخيل لي أن الانشغال بذلك بدأ منذ الآن".
ومضت قائلة "في الأيام الأخيرة، بدا النائب تساحي هنغبي من قدامى "الليكود"، كمن يعتقد بأن نتنياهو سيسعى إلى هجوم مستقل على مواقع النووي في إيران".
المحللة كتبت أيضا "جهات مطلعة على التفاصيل تعتقد أن القدرات الإسرائيلية اليوم محدودة جدا في مواجهة توزيع وتحصين مواقع النووي في أرجاء إيران".
وذكرت أيضا "رغم حقيقة أنه في كل يوم يمر، تتحسن القدرات الإسرائيلية، موجودون في قلب التفاصيل يدعون في أحاديث مغلقة بأنه من الصعب جدا التصديق بأن أحداً ما سيرسل الجيش الإسرائيلي إلى هذه المهمة".
وبدوره، كتب اللواء احتياط تمير هايمن في "إسرائيل اليوم": "استمرار البرنامج في إيران دون إطار مقيد من شأنه أن يؤدي إلى واقع تكون فيه إيران نووية".
وأضاف: "إيران تواصل التقدم إلى قدرات نووية، وإسناد القوتين العظميين الصينية والروسية من شأنه أن يشجع إيران في طريقها إلى القنبلة النووية".
ومضى قائلا "فالتجربة تثبت بأن القدرة النووية تضمن بقاء النظام. والأمر ذو صلة أساسا في الوقت الحالي الذي يوجد فيه تخوف إيراني من أن يستغل أعداؤها الاضطرابات في الشوارع لغرض تقويض النظام".