سياحة "صيد البلاستيك" تزدهر في هولندا
مؤسس "بلاستيك وايل" ماريوس سميت يؤكد أن هذه الرحلات تسجل نجاحا متناميا، ففي 2018 شارك فيها نحو 12 ألف شخص.
تنظم شركة "بلاستيك وايل" الهولندية رحلات تجوب قنوات أمستردام الشهيرة، لجمع أكبر كمية ممكنة من النفايات البلاستيكية، ورغم أن هذه الرحلات تنظم في أمستردام وروتردام فقط إلا أن المبادرة تلقى رواجاً أيضاً في الخارج، فالأمير هاري الناشط في الدفاع عن القضايا لبيئية كان يفترض أن يزور مقر الشركة إلا أنه ألغى زيارته بسبب ولادة نجله.
ويقوم ركاب تلك الرحلات بـ"صيد البلاستيك" خلال جولة بالمركب تستمر ساعتين في قنوات المدينة، التي تعتبر من نقاط الجذب السياحي الرئيسية وجزء منها مدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها "اليونسكو".
وتندرج جولات "بلاستيك وايل" في إطار كتيب أصدرته البلدية قبل فترة قصيرة، ويضع قائمة بالنشاطات "غير الاعتيادية" أملاً بتنظيم تدفق السياح الذين يحتلون المواقع الشهيرة بأعداد كبيرة.
وأكد مؤسس "بلاستيك وايل" ماريوس سميت، أن هذه الرحلات تسجل نجاحاً متنامياً، ففي 2018، شارك فيها نحو 12 ألف شخص، وسيزيد العدد في 2019، ويقول: "إنها طريقة مختلفة بالكامل لزيارة أمستردام"، وتابع: "فالشخص يكون على قنوات مستردام الرائعة على متن مركب جميل لكنه يقوم بشيء إيجابي أيضاً للقنوات وللمدينة فيجعلها أكثر نظافة".
وتفرز الزجاجات البلاستيكية عن النفايات الأخرى لتستخدم كمادة أولية في صنع أثاث مكاتب ومراكب تستخدم بدورها في جولات بقنوات المدينة، وكان سميت يحلم بمياه خالية من النفايات، فأسس شركته قبل 8 سنوات، بنية تحقيق "قيمة اقتصادية" من خلال جمع النفايات البلاستيكية.
وكان حصاد آلاف الصيادين في 2018، سمح لـ"بلاستيك وايل" بجمع أكثر من 46 ألف زجاجة بلاستيكية، فضلاً عن أنواع أخرى من النفايات، ويؤكد سميت: "في مقابل كل زجاجة بلاستيكية ننتشلها من القنوات نخرج أيضاً كيسين أو 3 أكياس من مواد أخرى".
وتقع أمستردام ضحية نجاحها، إذ أتى نحو 18 ألف شخص لزيارتها في 2018، أي أكثر من إجمالي سكان البلاد، ويصعب تقدير الكمية المحددة للبلاستيك الموجود في قنوات المدينة، وفي كل سنة ترمى ملايين أطنان البلاستيك في البحر.
ومع أن إقبال السياح يزداد على "صيد البلاستيك" هذا، إلا أنهم لا يزالون يشكلون أقلية المشاركين في جولات الشركة، فغالبية المشاركين هم من هولندا ويأتون عبر شركات أو مدارس، ويقول ماريوس سميت في الختام "الاهتمام بالبيئة بدأ يتنامى بشكل كبير في صفوف المجتمع الهولندي".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA=
جزيرة ام اند امز