جيل جديد من المليارديرات في وادي السيليكون.. نجوم طفرة الذكاء الاصطناعي
كما هو الحال في كل طفرة تكنولوجية كبرى شهدها العالم، أفرزت الموجة المتسارعة للذكاء الاصطناعي مجموعة جديدة من المليارديرات.
بعض هؤلاء المليارديرات لا يزال ثراؤه «نظريًا» أو «على الورق»، لكنه يضعهم في موقع متقدم ليصبحوا لاعبين مؤثرين في مستقبل صناعة التكنولوجيا، تمامًا كما حدث خلال فقاعة شركات الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن الماضي.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن طفرة الذكاء الاصطناعي لم تكتفِ بتعزيز ثروات أسماء معروفة مثل جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بل فتحت الباب أمام جيل جديد من رواد الأعمال الذين أسسوا شركات ناشئة أصغر حجمًا، لكنها حققت تقييمات فلكية في وقت قياسي، ما منح مؤسسيها لقب «ملياردير» قبل أن تستقر أعمالهم فعليًا على أرض الواقع.
هؤلاء المليارديرات الجدد قد يصبحون خلال السنوات المقبلة صُنّاع قرار في وادي السيليكون، على غرار رجال الأعمال الذين صنعتهم الطفرات التكنولوجية السابقة، ثم لعبوا أدوارًا محورية في تمويل أو توجيه موجات لاحقة من الابتكار التقني.
أبرز الأسماء
من بين أبرز الأسماء الصاعدة في هذه الموجة، ألكسندر وانغ ولوسي غو، مؤسسا شركة Scale AI المتخصصة في تصنيف البيانات، وهي واحدة من الشركات التي أصبحت حجر أساس في منظومة الذكاء الاصطناعي الحديثة.
وقد أسهمت الاستثمارات الضخمة التي حصلت عليها الشركة في رفع تقييمها إلى مستويات جعلت مؤسسيها ضمن قائمة المليارديرات الجدد.
وفي قطاع أدوات البرمجة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، برزت شركة Cursor، التي تعمل على تطوير تقنيات تساعد المبرمجين على كتابة الأكواد بسرعة وكفاءة أعلى. ومع قفزة تقييم الشركة إلى عشرات المليارات من الدولارات في جولة تمويل حديثة، دخل مؤسسوها — مايكل ترول، وسهيل أسيف، وأمان سانغر، وأرفيد لونيمارك — نادي المليارديرات، رغم حداثة تجربتهم مقارنة بأسماء عملاقة في عالم التقنية.
طبيعة المرحلة
هذه الثروات المتنامية تعكس طبيعة المرحلة الحالية من تطور الذكاء الاصطناعي، حيث يتنافس المستثمرون على اقتناص الفرص في شركات لا تزال في طور النمو، لكن يُنظر إليها باعتبارها مفاتيح مستقبل الاقتصاد الرقمي. وفي الوقت نفسه، تطرح هذه الظاهرة تساؤلات حول مدى استدامة هذه التقييمات المرتفعة، وما إذا كانت ستصمد أمام اختبارات السوق على المدى الطويل.
ومع أن كثيرًا من هذه الثروات مرتبط بأسهم غير سائلة أو تقييمات مستقبلية، فإن التاريخ يُظهر أن عددًا غير قليل من مليارديرات الطفرات السابقة استطاعوا تحويل ثرواتهم الورقية إلى نفوذ حقيقي، سواء عبر الاستثمار، أو عبر إعادة تشكيل مسار الابتكار التكنولوجي.
ووفقا للصحيفة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لا يعيد رسم خريطة التكنولوجيا فحسب، بل يعيد أيضًا تشكيل خريطة الثروة والنفوذ، صانعًا جيلًا جديدًا من المليارديرات الذين قد يقودون الفصل التالي من قصة وادي السيليكون.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز