من لبنان إلى الأردن.. «العين الإخبارية» تتتبع خيوط «خلايا الإخوان»

كشفت مصادر لـ"العين الإخبارية"، تفاصيل جديدة عن "خلية الصواريخ" التي فككتها السلطات الأردنية وقادت لحظر أنشطة تنظيم الإخوان في البلاد.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الملف، قالت لـ"العين الإخبارية" إن هذه الخلايا "عملت بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية، وكان مخططًا أن تشن هجمات عبر الحدود الأردنية كجزء من عمليات ما يُعرف بمحور المقاومة ضمن وحدة الساحات".
وكانت دائرة المخابرات العامة الأردنية قد قالت في بيان سابق حول خلية الصواريخ والمسيرات، إنها تابعت الأفراد الذين أوقفتهم ضمن الخلية بشكل استخباراتي دقيق منذ 2021، وهي الفترة التي بدأت فيها الخلية أنشطتها.
وأضافت أن مخططات الخلية "شملت تصنيع صواريخ محلية ومشروع لتصنيع المسيرات إضافةً لتجنيد وتدريب كوادر داخل وخارج المملكة".
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فإن "خلية الصواريخ كانت جزءًا من مشروع إقليمي يرعاه ويموله الحرس الثوري الإيراني، فيما تتولى حركة حماس تجنيد الكوادر من جماعة الإخوان في الأردن، والجماعة الإسلامية اللبنانية وهي فرع الإخوان في لبنان، مستفيدة من نفوذها والأعضاء الموالين لها في كلا الجماعتين".
البداية
وترسم المعلومات التي وفرتها المصادر صورة شاملة عن المخطط الذي بدأ عام 2021 وتحديدا عقب جولة الاشتباكات التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في مايو/أيار من ذلك العام، وعرفت فلسطينيا باسم "سيف القدس" وإسرائيليا بـ"حارس الأسوار".
اجتماعات ومخططات
واقترحت القيادة العليا لكتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، على يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في غزة وقتها، الإعداد لمعركة جديدة مع الجيش الإسرائيلي تقوم على أساس النتائج التي تحققت في جولة 2021.
وتولى مروان عيسى نائب رئيس أركان "القسام"، تنسيق المشروع على المستوى العسكري، فيما كان يحيى السنوار، وإسماعيل هنية المنسقين الرئيسيين له مع "محور المقاومة"، على حد قول المصادر التي تحدثت لـ"|لعين الإخبارية".
المصادر قالت إنه وضع المجلس العسكري لـ"القسام" (القيادة العليا) مع السنوار خطة تقوم على أساس تجنيد خلايا في الأردن ولبنان، بحيث تكون خلايا الأردن مجموعات دعم لوجستي تُشارك في تهريب السلاح للضفة الغربية، وتقوم بتنفيذ عمليات انطلاقا من الأراضي الأردنية.
أما خلايا لبنان فُخطط أن تكون قوة قتالية كاملة لديها القدرة على تنفيذ عمليات اختراق الحدود وتعمل تلك القوة تحت إشراف قوة الرضوان، ذراع العمليات الضاربة لحزب الله اللبناني، على حد قول المصادر.
وفي إطار الخطة نفسها، عقد قادة بحركة حماس من بينهم إسماعيل هنية وأسامة حمدان سلسلة اجتماعات مع قادة من الحرس الثوري الإيراني على رأسهم إسماعيل قاآني قائد الحرس الثوري، واللواء سعيد أيزيدي، مسؤول ملف فلسطين في الحرس الثوري، وكذلك مع حسن نصر الله الأمين العام (الأسبق) لحزب الله اللبناني، وإبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان.
وبحث المجتمعون في لقاءات متفرقة تشكيل الخلايا في الأردن وتشكيل القوة المسلحة في لبنان، وجرى تقسيم المهام بين هذه الأطراف، فتولى الجانب الإيراني مهمة الدعم اللوجستي وتمويل العمليات، أما حزب الله فتولى التدريب والدعم العسكري.
فيما تولت حركة حماس تجنيد كوادر من جماعة الإخوان لذات الغرض.
الأكثر من ذلك، اتفق المجتمعون على أن تقوم الجماعة الإسلامية اللبنانية (إخوان لبنان) وحماس بتجنيد مقاتلين من أبناء القرى السنية في الجنوب اللبناني ممن يعارضون حزب الله، لأن الحزب فشل في اختراق تلك القرى، وفق المصادر.
خطة الفوضى
ورأى ممثلو الحرس الثوري الإيراني، أن خطة تجنيد كوادر من الإخوان في لبنان والأردن تتفق تماما مع تصور طهران بشأن حشد الكوادر من دول مختلفة لصالح مشروع وحدة الساحات.
وكان مقررًا أن تكون القوة في لبنان في حدود ما بين 300 و1500 مسلح بناءً على الإمكانات المتاحة على أن يتم رفد هذه القوة بمسلحين إضافيين على حسب الإمكانات البشرية والمادية.
وفي الأردن، كانت خلايا الإخوان تتلقى تدريبا عسكريا من أجل تصنيع صواريخ الكاتيوشا والمسيرات المفخخة من أجل استخدامها في العمليات من داخل الأراضي الأردنية لتكون المملكة جبهة إسناد، مع جبهة أخرى تفتحها الفصائل العراقية من العراق وسوريا، وكذلك جماعة الحوثي، بحسب المصادر.
ووضع الحرس الثوري الإيراني مع حزب الله وحركة حماس تصورات وسيناريوهات للمعركة مع الجيش الإسرائيلي، لكن المفارقة أن تلك المعركة لم يكن هدفها فقط الجيش الإسرائيلي وإنما إحداث تغيير شامل في المنطقة العربية بما في ذلك إسقاط حكومات ودول عربية من أجل تغيير المشهد الجيوسياسي، وفق نفس المصادر.
واعتبر أصحاب المخطط المذكور أن هذا التصور "بمثابة قنبلة ذرية يمكن أن تغير المشهد وتؤدي إلى سقوط دول عربية من بينها الأردن وكذلك سقوط السلطة الفلسطينية وتغيير المشهد الجيوسياسي في المنطقة، بحيث يتمكن المحور (الإيراني) من تحقيق وإنجاز مشروعه بالكامل بعد سنوات من الإعداد والعمل عليه"، على حد قول المصادر.
وتنفيذا لهذا المخطط، بحسب المصادر، جُندت خلية الصواريخ في الأردن وبدأت العمل على تصنيع الصواريخ والمسيرات، كما جرى اختيار كوادر للالتحاق بالقوة العسكرية في لبنان بتنسيق مع إخوان لبنان وحزب الله، لكنها لم تعمل بشكل فعلي بسبب الخلافات الداخلية بين قادة حركة حماس، وخصوصًا رئيس مكتب إقليم الخارج خالد مشعل من جهة، وهنية ويحيى السنوار من جهة أخرى،
aXA6IDMuMTQ0LjIwMS4yMTMg جزيرة ام اند امز