في أسواق الدواجن.. الصين تفتش عن وسيط كورونا المجهول
علماء الأوبئة يعتقدرون أنّ كورونا المستجدّ انتقل إلى الإنسان من الخفّاش عبر حيوان وسيط لا يزال مجهولاً.
في قرار يتزامن مع تجدّد معركة الصين ضدّ فيروس كورونا المستجدّ، أعلنت بكين عن الحد من تجارة الدواجن الحيّة وذبحها بشكل تدريجي.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي كثّفت فيه الصين مراقبتها لأسواق الجُملة المتخصّصة ببيع المواد الغذائية وحظر بيع الحيوانات البريّة واستهلاكها.
ويُعتقد أن فيروس كورونا المستجدّ ظهر لأول مرة في العالم في سوق لبيع الحيوانات الحيّة في مدينة ووهان في وسط الصين. كما أنّ الطفرة الوبائية الأخيرة التي شهدتها بكين أخيراً بدأت في سوق لبيع المنتجات الزراعية بالجملة في العاصمة.
وتتخذ الصين هذه الخطوات ضمن إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس، حيث يعتقد علماء الأوبئة أنّ كورونا المستجدّ انتقل إلى الإنسان من الخفّاش عبر حيوان وسيط لا يزال مجهولاً.
وقال تشين شو، المسؤول في الإدارة الوطنية لتنظيم الأسواق التجارية، خلال مؤتمر صحفي، إنّ "الصين ستحدّ من تجارة الدواجن الحيّة وذبحها، وستشجّع على الذبح الجماعي للدواجن الحيّة في أماكن تخضع لظروف معيّنة، وستغلق تدريجياً أسواق الدواجن الحيّة".
وبيع الدواجن الحيّة التّي تربّى في أقفاص أمر شائع في أسواق المنتجات الزراعية والمنتجات الطازجة في جميع أنحاء الصين.
وهذه الدواجن الحيّة يتمّ ذبحها في العادة أمام أعين الزبائن الذين يفضل بعضهم الطيور حيّة ويذبحها بنفسه في منزله لاعتقاده بأنّ لحمها سيكون في هذه الحال طازجاً أكثر.
وهذه الأسواق لا تختصّ ببيع الدواجن حصراً، بل غالباً ما تباع فيها ثمار البحر والحيوانات البرمائية ومخلوقات أخرى.
وناشد تشين الحكومات المحليّة "تعزيز مراقبة الأمن الغذائي في أسواق الجملة الزراعية"، مشدّداً على أنّ هذه الأسواق تبيع "أكثر من 70% من اللّحوم والدواجن والمأكولات البحرية والفواكه والخضروات التي تباع" في البلد.
وسارعت جمعيات للدفاع عن حقوق الحيوان إلى الترحيب بقرار الحكومة.
وقال نائب رئيس الفرع الآسيوي لمنظمة "بيتا" جيسون بيكر "نحن سعداء برؤية أسواق الدواجن الحيّة تختفي من الصين"، معرباً عن أمله في أن يتم تعميم هذه السياسة على "جميع أسواق الحيوانات الحية" في البلاد.
وأمس الجمعة، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين تسجيل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا مقارنة مع 3 حالات في اليوم السابق.
وأضافت اللجنة في بيان أن 3 من الإصابات الجديدة لأشخاص قادمين من الخارج، بينما رصدت العاصمة بكين حالتين جديدتين. ولم تُسجل أي وفيات.
وسجلت الصين أيضا 4 حالات لم تظهر عليها أعراض المرض بعد تسجيل حالتين في اليوم السابق.
وأشارت اللجنة إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 في البر الرئيسي الصيني وصل إلى 83542 حتى الثاني من يوليو/ تموز، بينما ظل عدد الوفيات الناجمة عن المرض الذي يسببه الفيروس عند 4634 حالة.
ومطلع الشهر الجاري، قال صندوق النقد الدولي، إن الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي سينجو من الانكماش، هو الاقتصاد الصيني، خاصة أن جائحة كورونا تعصف بالنشاط الاقتصادي بطريقة أوسع وأعمق من التوقعات السابقة
وقال الصندوق إن الصين، حيث بدأت الشركات استئناف النشاط في أبريل/ نيسان الماضي وحيث الإصابات الجديدة محدودة، هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد المتوقع أن يحقق نموا في 2020، وذلك عند 1% مقارنة مع 1.2% في توقعات أبريل/نيسان 2020.
ويتحسن النشاط الاقتصادي في الصين بوضوح منذ رفع الإجراءات الصارمة لاحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي أصابت قطاع الأعمال بشلل شبه تام على مدى أسابيع. حيث ظهر الفيروس للمرة الأول في الصين منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبحسب تقرير لـ"رويترز" فإن التعافي الاقتصادي في الصين ليس متوازنا وما زال الطلب ضعيفا في الداخل والخارج وسط مخاوفة من موجة ثانية من الإصابات وركود عالمي.