"لوكين كوفي".. رحلة المنافس الصيني لـ"ستاربكس" من الصعود إلى الصدمة
ومطلع أبريل الماضي، كشفت لوكين كوفي أن أحد المسؤولين فيها متهم بتزوير رقم المبيعات في العام 2019 بحوالى نحو 290 مليون يورو.
هزت فضيحة مبيعات عرش شركة "لوكين كوفي" المنافس الصيني لشركة "ستارباكس" الأمريكية الشهيرة.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، كشفت المجموعة الصينية أن أحد المسؤولين فيها متهم بتزوير رقم المبيعات في العام 2019 بحوالى 2,2 مليار يوان صيني ( نحو 290 مليون يورو).
- بعد شراكة كويتية.. لوكين كوفي الصينية تنافس ستاربكس بالشرق الأوسط
- نصف دولار من "لوكين كوفي" الصينية يهز إمبراطورية "ستاربكس"
كان للكشف عن هذه القضية وقع مدوٍ إذ تراجعت أسهم الشركة المطروحة في بورصة ناسداك في نيويورك، بأكثر من 70%، وعلق التداول بها لأسابيع عدة.
وكانت بورصة ناسداك طلبت في منتصف شهر مايو/أيار الماضي من "لوكين كوفي" الانسحاب منها، وفي 29 يونيو/حزيران الماضي أعلنت الشركة الصينية تعليق نشاطاتها في هذه البورصة على أن تنسحب منها رسميا في 13 يوليو/ تموز الجاري.
وتسببت تلك الفضيحة في إقالة "لوكين كوفي" رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام، في منتصف شهر مايو/أيار الماضي.
وعلى الرغم من كل التداعيات السلبية التي خلفتها الفضيحة، فإن الشركة الصينية أعلنت الجمعة، أنها ستبقي على مؤسِسها ورئيسها الحالي على رأس الإدارة.
وقرر مجلس إدارة "لوكين كوفي" إبقاء رئيس الشركة تشارلز جينغياو لو في منصبه، خلال اجتماع خصصه للبحث في إقالته، وفق ما أعلنته المجموعة في بيان رفعته إلى الهيئة الناظمة للبورصة الأمريكية.
وبات مصيره الآن بين أيدي مساهمي الشركة الذين يعقدون جمعية عمومية استثنائية يوم الأحد المقبل، للبت في إقالة عدة أعضاء في إدارتها.
وتأسست الشركة قبل 3 سنوات في العام 2017 وعرفت نموا سريعا بفضل الدعم المالي من مستثمرين أجانب، ودخلت الماركة سريعا بورصة ناسداك في مايو/أيار 2019.
ولدى الشركة في الصين أكثر من 4500 نقطة بيع في مقابل 4200 لـ"ستارباكس" منافستها المباشرة التي لها وجود في هذا البلد منذ العام 1999.
رحلة صعود لوكين كوفي
واقتحمت سلسلة المقاهي الأمريكية "ستاربكس" السوق الصينية في عام 1999 لتخلق طلبا على منتجاتها لم يكن موجودا بين "الأمة المُحبة للشاي"، وفي غضون سنوات حققت "ستاربكس" نموا هائلا في مبيعاتها جعل من الصين ثاني أهم سوق للسلسلة بعد الولايات المتحدة.
لكن هيمنة ستاربكس على السوق أضحت ماضيا بعد أن شهد شهر أكتوبر من عام 2017 مولد منافس محلي ناشئ "لوكين كوفي" لكنه أثبت خطورته على إمبراطورية القهوة الأمريكية.
بنصف دولار أقل في كوب القهوة، قدمت "لوكين كوفي" أوراق اعتمادها بين المستهلكين الصينيين، وما لبثت أن طورت من أدائها لتحقق صعود هائل في غضون عدد قليل من الأشهر، مستندة إلى عناصر قوة لا يستهان بها من الاعتماد على التكنولوجيا لتسويق منتجها وبيعه، إلى تجويد المذاق وتوفير سبل الراحة لعملائها.
كانت ستاربكس التي تمتلك 3600 فرع في الصين وقتها، مقصدا شبه وحيد لشريحة من الصينيين الذين اعتبروه رمزا لمكانتهم وطبقتهم في المجتمع، آخذين في الاعتبار أنه يقدم جودة عالية بغض النظر عن معقولية السعر، وهي معادلة طرحتها "لوكين كوفي" ولكن بسعر أقل حيث يصل كوب القهوة هناك إلى 3 دولارات مقابل 3.5 دولار في ستاربكس.
المنافس الصيني الصاعد لا يضع الربح في حساباته الحالية، فقط يسعى للنمو والتوسع، وهناك من يؤمن بتلك الاستراتيجية، الأمر الذي انعكس في قدرة الشركة الصينية على جمع 400 مليون دولار خلال عام 2018 فقط، خلال جولتي تمويل كان آخرهما جمع 200 مليون دولار في ديسمبر 2018.