كورونا الجديد.. أقل فتكا من "سارس" لكنه أسرع انتشارا
"كورونا الجديد" يصعب تحديد المصابين به لأن الأعراض لا تظهر إلا بعد 14 يوما، فضلا عن إمكانية انتقاله لشخص آخر رغم عدم ظهور الأعراض.
بعد مرور ما يقارب شهرين على انتشار فيروس "كورونا الجديد"، لم يتم التوصل إلى دليل علمي بعد يثبت أنه قاتل بنفس درجة الفيروس المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس"، لكن بالرغم من ذلك ينتشر كورونا الجديد بسرعة أكبر.
وقال موقع "ماركت ووتش" الأمريكي إن فترة حضانة كورونا الجديد يمكن أن تصل إلى أسبوعين، ويمكن خلالها أن تنتقل العدوى من شخص لآخر حتى قبل ظهور الأعراض.
و"السارس" هو نوع من فيروسات كورونا ظهر لأول مرة بمقاطعة غوانغدونغ الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وتمت السيطرة عليه ووقف انتشاره في يوليو/تموز 2003، بعد ما كان قد وصل إلى أكثر من 24 دولة.
بينما ظهر كورونا الجديد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانتشر في عدد من الدول لكنه لم يتسبب في عدد وفيات ضخم كالسارس حتى الآن؛ إذ بلغت نسبة وفيات السارس 9.6% مقارنة بـ"كورونا الجديد" الذي وصلت نسبة وفياته 2.1% قابلة للزيادة ما لم يتم التوصل إلى لقاح مضاد للفيروس.
ولا تظهر أعراض "كورونا الجديد" على المصاب إلا بعد مرور 7 أيام في المتوسط، وقال خبراء طبيون إن الفيروس الجديد أو أي فيروس آخر يشبه الإنفلونزا لا يفرض قبضته على المضيف أو المصاب من خلال التسبب في قتله بسرعة رهيبة، لكن بجعله يمرض بدرجة كبيرة لكي ينقله إلى مضيفين آخرين قبل أن يفتك به في النهاية.
ولعل السبب في ذلك هو أن كورونا الجديد من الفيروسات التي لا تتمكن من البقاء حية في الجو أو على الأسطح لفترات طويلة، وهو أمر جيد، وفقاً لموقع "ماركت ووتش".
ويكمن الاختلاف بين "كورونا الجديد" و"سارس" في تصرف الفيروس داخل الجسم، فالسارس عدوى وحشية لا يمكن التهاون معها أو التقليل منها، لكن لا يمكن أن ينتقل إلى شخص آخر إلا إذا ظهرت عليه الأعراض، ما يجعل من السهل نسبياً عزل المريض أو أي شخص تعرض له.
لكن بالنسبة لكورونا الجديد، يصعب تحديد المصابين به لأن الأعراض لا تظهر إلا بعد 14 يوماً، فضلاً عن إمكانية انتقاله لشخص آخر رغم عدم ظهور الأعراض.
وكلّف تفشي "سارس" الاقتصاد العالمي خلال فترة تفشيه أكثر من 30 مليار دولار، لكن يقول خبراء الاقتصاد إن "كورونا الجديد" ربما يكون له تأثير أكبر على اقتصاد العالم، إذ أجبر كبرى الشركات العالمية على إغلاق فروعها في الصين.
ووفقاً للموقع، تطلب الأمر في الماضي نصف قرن تقريباً قبل أن تتحول بعض الفيروسات المميتة مثل فيروس نقص المناعة البشرية "HIV" إلى أوبئة عالمية.
وظهر فيروس "HIV" لأول مرة في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1920، عندما انتقل الفيروس من الشمبانزي إلى البشر، وبحلول عام 1980 كان الفيروس قد انتشر بين 5 قارات، وفي هذه الفترة أصيب ما بين 100 ألف و300 ألف شخص بالعدوى.
وبسبب عدم وجود علاج، وصلت نسبة الوفيات إلى 100% تقريباً، وحاليا يبلغ عدد الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية 75 مليون شخص وما يقدر بـ32 مليون حالة وفاة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjEuMjE2IA== جزيرة ام اند امز