مساعدات إماراتية جديدة للسودان.. نهر عطاء يغيث أبناء النيل
مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين السودانيين، في موقف جديد من مواقف العطاء ترسّخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية.
مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين واللاجئين السودانيين في موقف جديد من مواقف العطاء ترسّخ بها دولة الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية وتعزز سبقها الإنساني دعما لأبناء النيل.
وأرسلت دولة الإمارات، اليوم الثلاثاء، طائرة مساعدات إلى تشاد تحمل إمدادات غذائية من قبل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمساعدة السودانيين الذين اضطرتهم المعارك الجارية في بلادهم إلى ترك منازلهم.
وبالتزامن مع وصول المساعدات، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين السودانيين، تتولى تقديمها مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
مساعدات إماراتية تتدفق لدعم السودانيين في إطار جهود الإمارات التي لا تتوقف ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الدولة وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
مبادرة تجسّد حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة سواء كان بسبب كوراث طبيعية أو حروب وأزمات سياسية أو صحية.
يأتي الإعلان عن المساعدات الجديدة، بعد أيام من تعهد دولة الإمارات، الأربعاء الماضي، بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان.
مساعدات تتدفق كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، فيما تتواصل جهود الإمارات لإجلاء رعايا دول العالم من السودان، في محطة إنسانية جديدة في مسيرة الإمارات المتواصلة لاحتواء الأزمة السودانية.
جهود متواصلة بتوجيهات القيادة الإماراتية، تؤكد من خلالها الإمارات أنها لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية وستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام للعالم في العمل الإنساني.
وبالتوازي مع جهودها الإنسانية، تبذل دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد في السودان.
ومنذ اندلاع الأزمة منتصف الشهر الماضي، بسبب اندلاع قتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، والإمارات تسابق الزمن عبر اتصالات ومباحثات ووساطات ضمن حراك متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
وجنبا إلى جنب مع جهودها الدبلوماسية والسياسية، تواصل دولة الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين بها.
مساعدات للاجئين والنازحين
وضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الاماراتي صباح اليوم، طائرة تحمل على متنها إمدادات غذائية عاجلة إلى مطار أبشي على الحدود السودانية التشادية لتوفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين المتضررين من الظروف الحالية التي تشهدها جمهورية السودان، والتي تسببت في نزوح الآلاف من الأسر، ونقص في المواد الغذائية الأساسية، خاصة للفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
يأتي إرسال الإمدادات في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من الأعباء الإنسانية للنازحين السودانيين على الحدود التشادية والحد من المعاناة من عدم توافر المواد الغذائية الضرورية.
كما يأتي انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على المشاركة بفاعلية في جهود الإغاثة الدولية في ضوء توجيهات القيادة الإماراتية بتقديم الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، وانسجاماً مع نهج دولة الإمارات حكومة وشعباً في الوقوف إلى جانب دول العالم وشعوبها وقت الحاجة.
وعقب وصول أولى طائرات المساعدات الإماراتية، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير مساعدات إنسانية إضافية عاجلة للنازحين السودانيين.
ويستفيد من هذا الدعم، الذي سيُقدم على شكل مواد غذائية ومستلزمات طبية وخيم، من خلال مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، الفئات الأكثر تضرراً من النازحين السودانيين.
مساعدات، صاحبتها رسائل إنسانية مهمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تبرز قوة العلاقات الأخوية بين البلدين.
وشدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على عمق العلاقات الثنائية بين شعبي الإمارات والسودان، والروابط الثقافية والحضارية التي تجمعهما.
وشدد على أن دولة الإمارات تقف إلى جانب جميع الأشقاء العرب وتمد على الدوام لهم يد العون في أوقات الشدة تعبيرا عن قيمها الإنسانية النبيلة.
سبق إنساني
تأتي تلك المساعدات بعد أسبوع من تعهد دولة الإمارات بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، بحسب ما أعلنت السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي.
وبإعلانها عن تلك المساعدات سجلت الإمارات سبقا إنسانيا، كأول دولة تعلن عن تقديم مساعدات إنسانية للسودان منذ اندلاع الأزمة بها منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
أيضا بتلك المساعدات، دشنت الإمارات حملة مساعدات إنسانية للسودان تعد في أمس الحاجة لها في الظروف الراهنة، لتخفيف تداعيات وويلات الصراع على المدنيين، إذ أكدت الإمارات أنهم هم من يدفعون الثمن.
مساعدات نجحت عبرها الإمارات في توجيه نظر العالم إلى ضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية.
جسور إنسانية
يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لإجلاء رعايا دول العالم من السودان، في محطة إنسانية جديدة في مسيرة دولة الإمارات المتواصلة لاحتواء الأزمة السودانية.ضمن أحدث تلك الجهود، وصلت إلى دولة الإمارات، الأحد، طائرة الإجلاء الثانية من السودان، والتي تقل 136 راكبا من دولة الإمارات ودبلوماسيين ورعايا من 9 دول.
تأتي تلك الطائرة بعد يوم من وصول طائرة إجلاء تقل عددا من مواطني دولة الإمارات ورعايا 16 دولة قادمة من السودان.
وتقل الطائرة الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، حيث وضعتهم دولة الإمارات على رأس أولوياتها.
جهود إنسانية على مختلف الأصعدة تجسد صورة مثالية لإمارات الخير، وتقدم نموذجاً متفرداً في الإغاثة الإنسانية كما يجب أن تكون، ويترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.
ريادة إنسانية
مبادرات تجسّد بها دولة الإمارات روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، والتزاماً بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أن بلاده ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني.
وأكد أن دولة الإمارات "لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
الأمر الذي تُرجِم على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، في حين بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها أكثر من 320 مليار درهم في 201 دولة.
وحرصاً على استدامة هذه الأعمال الإنسانية، تمّ تضمينها في وثيقة مبادئ الخمسين التي تحدد توجهات الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وتضمنت الوثيقة قيماً ومبادئ إنسانية سامية تجسِّد سياسة الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث في وطن عنوانه الإنسانية.
وينص المبدأ التاسع على أن "المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات".
مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، ونجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.