مخاوف جديدة من غبار القمر.. يمكن أن يلوث إمدادات المياه
تعد تنقية المياه عملاً بالغ الأهمية على الأرض، حيث تقدم الشركات حلولاً متنوعة بدءا من تحلية المياه وحتى موازنة "الأس الهيدروجيني".
ومع ذلك، على القمر، سيواجه رواد الفضاء تحديات فريدة في تنقية المياه بسبب انتشار الغبار القمري.
ويشكل الثرى القمري، المعروف باسم غبار القمر، مخاطر صحية كبيرة ويمكن أن يلحق الضرر بالمعدات، بما في ذلك الأختام الموجودة في المحلات الكهربائية المستخدمة لإنتاج وقود الصواريخ من موارد المياه القمرية، فطبيعتها اللاصقة والمشحونة بالكهرباء الساكنة تجعل التلوث أمرا لا مفر منه، مما يؤثر على أنظمة إعادة تدوير المياه وتنقيتها.
وأجرى باحثون من مركز الفضاء الألماني (DLR) اختبارات لفهم تأثير الثرى القمري المذاب على تنقية المياه، وكانت النتائج مثيرة للقلق، حيث تجاوزت مستويات الأس الهيدروجيني، والعكارة، وتركيزات الألومنيوم معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب الآمنة، حتى مع فترات التعرض القصيرة التي بلغت دقيقتين فقط.
وباستخدام جهاز محاكاة على غرار الثرى القمري من مهمة أبولو 16، قام الباحثون بتغيير مستويات الرقم الهيدروجيني، وأوقات التعرض، والأكسجين المذاب، وأحجام الجسيمات في تجاربهم، وكانت النتائج السلبية متسقة في جميع أشكال الاختبار، مما يشير إلى أن التلوث بالثرى القمري يشكل تحديا خطيرا.
ولمعالجة ذلك، يجب على المهندسين تطوير أنظمة ترشيح لإزالة الغبار القمري من الماء قبل إعادة تدويره.
وتقترح الدراسة، التي نشرت في مجلة "فورنتيرز إن سبيس تكنولوجيس"، الترشيح القياسي أو السماح لجزيئات الغبار بالاستقرار لخفض التعكر.
وتعد إزالة الألومنيوم، الذي أظهر سميته في النباتات المزروعة في التربة القمرية، أمرا بالغ الأهمية أيضا، وهذا يتطلب أساليب متقدمة مثل التناضح العكسي أو التبادل الأيوني لإزالة الألومنيوم والأيونات الأخرى مثل الكالسيوم والحديد والمنغنيز.
ويهدف الباحثون إلى إنشاء منصة لاختبار والتحقق من صحة عمليات تنقية المياه للمهام القمرية المستقبلية.
ونظرا للتحديات التي تم تحديدها، فإن إجراء المزيد من الاختبارات وتطوير التكنولوجيا أمر ضروري لضمان حصول رواد الفضاء على مياه الشرب الآمنة على القمر.