جدار عازل لحماية البنية التحتية القمرية.. كيف يمكن بناؤه؟
سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على المخاطر التي تواجهها القواعد القمرية من الحطام الناجم عن عمليات الهبوط اللاحقة.
وتظهر الأدلة التاريخية أن هذا الخطر حقيقي، كما رأينا مع "سيرفيور 3" وهي مركبة هبوط من عصر برنامج أبولو تضررت بسبب صاروخ هبوط "أبولو 12".
وللتخفيف من هذا الخطر، تم اقتراح العديد من الأفكار المبتكرة، مثل بناء منصات هبوط من التربة القمرية الذائبة أو طباعة دروع ضد الانفجار ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد محلية بالقمر، ومع ذلك، تشير دراسة جديدة نشرت في مجلة "فورنتيرز إن سبيس تكنولوجيس"، من قبل باحثين سويسريين إلى حل أبسط، وهو بناء عازل ضد الانفجار عن طريق تكديس الصخور.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو واضحا ومباشرا، إلا أنه يفرض تحديات كبيرة على القمر، حيث سيحتاج الحفار المستقل الذي يمكنه القيام بذلك، إلى تحديد الصخور وجمعها وتكديسها بشكل فعال.
وجعلت التطورات الأخيرة هذا ممكنا، وقد أظهر الباحثون سابقا روبوتا مستقلا لتكديس الصخور لمشاريع البناء على الأرض، وهم الآن يطبقون هذه التكنولوجيا على الظروف القمرية.
وباستخدام بيانات من مركبة الاستطلاق القمرية التابعة لناسا "لونر أوربيتر"، قام الباحثون بتحليل مواقع الهبوط المحتملة وهي (سلسلة جبال شاكلتون-هنسون المتصلة) و(هضبة أريستاركوس)، للتأكد من توفر الصخور المناسبة، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى وجود مواد كافية للحفارة المستقلة لبناء جدار وقائي.
علاوة على ذلك، فإن هذه الطريقة موفرة للطاقة، وتظهر الحسابات أن استخدام الحجارة الموجودة يتطلب طاقة أقل مرتين إلى ثلاث مرات من الحلول الأخرى.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، لا تزال هناك تحديات، ويعد تطوير حفار مستقل قادر على العمل على القمر أمرا معقدا بسبب البيئة القاسية، بما في ذلك الإشعاع وجزيئات الغبار المشحونة بالكهرباء الساكنة، ومع ذلك، فإن العروض التوضيحية الأولية المستندة إلى الأرض ومزايا هذا النهج تشير إلى أن لديه إمكانات قوية.
على الرغم من عدم وجود خطط حاليًا لتنفيذ هذا الحل كجزء من مهمة أرتميس، إلا أنه يتم النظر في هذا المفهوم ضمن العديد من الاستراتيجيات المحتملة لضمان سلامة القواعد القمرية المستقبلية.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز