اكتشاف أصل الحديد على سطح القمر.. وعلماء الفلك «في حيرة»
حدد علماء من معهد الفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، الأدوار المتميزة لإشعاع الرياح الشمسية وتأثيرات النيازك الدقيقة في تكوين جسيمات الحديد المعدنية النانوية (npFe0) على سطح القمر.
واستخدم الباحثون في دراستهم، التي نُشرت في مجلة "نيتشر أسترونومي"، عينات "الخرز الزجاجي" التي جمعتها مهمة "تشانغ 5 "، وتكشف النتائج التي توصلوا إليها أن جسيمات الحديد المعدنية النانوية الصغيرة والكبيرة، التي لها تأثيرات بصرية مختلفة، يتم التحكم فيها بشكل مستقل عن طريق إشعاع الرياح الشمسية وتأثيرات النيازك الدقيقة، على التوالي.
وتتواجد جزيئات الحديد المعدنية بكثرة على القمر، مما يؤثر على طيفه البصري مع مرور الوقت، ويلعب حجم جسيمات الحديد المعدنية النانوية دورا حاسما في تغيير لون سطح القمر، حيث تؤدي جسيمات الحديد المعدنية النانوية الأصغر إلى إحمرار أطياف الانعكاس، في حين أن الأكبر يسبب سوادا، وقد أدى هذا إلى تعقيد دراسات الاستشعار عن بعد وترك علماء الفلك في حيرة.
واكتشف الباحثون أن تأثيرات النيزك الصغير تؤدي إلى تكوين جسيمات كبيرة،على العكس من ذلك، يتشكل حجم الجسيمات الأصغر بسبب إشعاع الرياح الشمسية.
وأوضح البروفيسور باي، أن "الخرز الزجاجي الموجود في التربة القمرية التي جمعتها مهمة (تشانغ 5) يحافظ على جزيئات الحديد بأحجام مختلفة، من حوالي 1 نانومتر إلى 1 ميكرومتر.
وباستخدام ميزة الدوران للخرز الزجاجي المتصادم، يمكننا تمييز جسيمات الحديد المعدنية النانوية المتكون قبل وبعد تصلب الخرز الزجاجي المضيف.
وتسلط الدراسة الضوء على أن تشعيع الرياح الشمسية وتأثيرات النيازك الدقيقة يلعبان أدوارا مهمة ولكن متميزة في تكوين جسيمات الحديد المعدنية النانوية.
وتتوافق هذه النتائج مع العديد من قياسات الاستشعار عن بعد وتقدم رؤى قيمة لفهم وتوقع الخصائص البصرية للأجسام الخالية من الهواء المعرضة لبيئات فضائية مختلفة.
ويمثل هذا البحث خطوة مهمة إلى الأمام في كشف تعقيدات التجوية الفضائية وتأثيرها على سطح القمر.