بحيرة على الأرض تحاكي بيئة القمر.. ماذا وجد الباحثون هناك؟
لأكثر من عقد من الزمان، قاد عالم جيولوجيا الكواكب في جامعة ويسترن بكندا، جوردون أوسينسكي، بعثات استكشافية إلى بحيرة كامستاستين في إقليم "نيوفندلاند ولابرادور"، وهو مكان يحاكي تماما السطح الصخري للقمر بسبب تأثير كويكب قديم.
غير أن أوسينسكي وفريقه، وجدوا موقعا رائعا آخر، أكثر شبها لبيئة القمر في شمال كيبيك، حيث يتميز بظروف أكثر قسوة.
واكتشف أوسينسكي، جنبا إلى جنب مع نيراجا تشينشالكار، فني الأبحاث في مختبر تحليل الأرض والمواد الكوكبية التابع لجامعة ويسترن، أن تأثير النيزك في بحيرة "ويست كليرووتر" في كيبيك تسبب في درجات حرارة ذوبان الصخور تزيد عن 2370 درجة مئوية (4172 درجة فهرنهايت)، ولوضع هذا في الاعتبار، تتراوح درجة حرارة الحمم البركانية عادة بين 800 درجة مئوية إلى 1200 درجة مئوية.
وجمع الباحثون العينات الصخرية من بحيرة "ويست كليرووتر" في عام 2014، واستخدموا أدوات متقدمة، مثل المسبار الإلكتروني الدقيق والمجهر الإلكتروني الماسح، لدراسة الزجاج الموجود في هذه الصخور، وعثروا على "زركونيا" مكعبة طبيعية، وهو معدن يتشكل فقط عند درجات حرارة عالية جدا (أكثر من 2370 درجة مئوية، وهي أكثر سخونة من الحمم البركانية النموذجية.
وتظهر أهمية هذا الاكتشاف، الذي تم الإعلان عنه اليوم السبت بدورية "إيرث آند بلانتيري ساينس ليترز "، في أنه من خلال دراسة الهياكل داخل حبيبات الزركون، أعاد الفريق بناء تأثير النيزك القديم، وكشفوا عن كيفية ذوبان الصخور وتحولها تحت الحرارة والضغط الشديدين.
كما أنه لم يتم العثور على مثل هذه الأدلة المتعلقة بدرجات الحرارة القصوى إلا في بحيرة "كامستاستين"، وبالتالي مع نتائج هذه الدراسة، تنضم بحيرة "ويست كليرووتر" إلى القائمة، مما يوفر ساحة تدريب أخرى لرواد الفضاء والجيولوجيين.
ويقول تشينشالكار: "يُظهر هذا الاكتشاف ظروف الحرارة والضغط المذهلة أثناء اصطدام النيزك، وهذا يساعدنا على فهم ليس فقط الأرض، ولكن أيضا العمليات الكونية".
ويضيف "مع هذه النتائج، تصبح بحيرة ويست كليرووتر وجهة جديدة لرواد الفضاء والجيولوجيين للتدريب والدراسة".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز