تعويم جديد في مصر؟ قرار مرتقب بعد هبوط الجنيه وضغوط الفائدة
يتزايد الحديث في مصر عن تعويم جديد سيشهده الجنيه المصري مقابل الدولار في ظل تزايد الضغوط على العملة المصرية من عدة اتجاهات.
وحسب رويترز، تراجع الجنيه المصري في السوق السوداء مجددا خلال الأيام الماضية، في حين قالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن الدولار سجل 38 جنيها في السوق السوداء بارتفاع قرابة 6 جنيهات عن متوسط سعره في الأسبوع الماضي.
وأثار الضغط المتجدد على الجنيه تكهنات بأن البنك المركزي سيحتاج إلى التحرك مرة أخرى، ربما بحلول يوم غد الخميس عندما تجتمع لجنة السياسة النقدية لتحديد أسعار الفائدة لليلة واحدة.
- لوجو بيبسي الجديد يستعين بالنوستالجيا.. سر الشعار السابع في 125 عاما
- تحويل مبنى وزارة الداخلية إلى فندق.. مشروع مصري يمزج السياحة بالابتكار
ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع زيادة كبيرة في سعر الفائدة قد تصل إلى 3% أو أكثر في ظل ضغوط التضخم الذي سجل 40% في فبراير/شباط الماضي.
آلية التعويم
وعلى الرغم من تعهده في أكتوبر/ تشرين الأول بأن يكون العرض والطلب هو الآلية المحددة لسعر الصرف، يدير البنك المركزي المصري العملة في نطاق ضيق ظل دون تغيير فعليا عند نحو 30.90 جنيه للدولار منذ ثلاثة أسابيع بينما انخفض الجنيه إلى ما بين 35 و36 في السوق السوداء.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز الإثنين أن من المتوقع أن يرفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة لليلة واحدة 200 نقطة أساس يوم الخميس في الوقت الذي يكافح فيه للسيطرة على التضخم المتصاعد.
وبحسب متوسط التوقعات في الاستطلاع الذي شمل 15 محللا، سيرفع البنك سعر الفائدة على الإيداع إلى 18.25% وعلى الإقراض إلى 19.25% خلال الاجتماع الدوري للجنة السياسة النقدية بالبنك.
وتوقع سبعة من المحللين زيادة قدرها 300 نقطة أساس.
وخلال اجتماعه الماضي في الثاني من فبراير/شباط، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير على الرغم من توقعات المحللين بزيادة قدرها 150 نقطة أساس، قائلا إن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة التي فرضها على مدى العام السابق من شأنها أن تساعد في ترويض التضخم الذي بلغ في ديسمبر/كانون الأول 21.3 %، في أعلى مستوى منذ خمس سنوات.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بما بلغ إجمالا 800 نقطة أساس منذ العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا أوائل 2022.
خفض الجنيه
وخفضت مصر قيمة عملتها 3 مرات، حيث تأثر اقتصادها مثل العديد من اقتصادات العالم بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
ولكن مع كل تخفيض لقيمة العملة، كان البنك المركزي يسعى بعد ذلك إلى الحفاظ على استقرار الجنيه، غير أنه سرعان ما تتجاوز السوق السوداء والعقود الآجلة غير القابلة للتسليم السعر الجديد.
وقال جيرجي يورموشي من بنك سوسيتيه جنرال إنه مع تجاوز سعر الجنيه في العقود الآجلة غير القابلة للتسليم لمدة 12 شهرا 40 للدولار، فإن تخفيض قيمة الجنيه على نطاق واسع مسألة وقت.
وأضاف يورموشي "لا يوجد وقت مثل الوقت الحالي لمواءمة أسعار الصرف مع الأساسيات"، مضيفا أن إعلان السياسة في 30 مارس/آذار هو "أحد أكثر الأحداث المتوقعة في منطقة" أفريقيا.
كما أن ضعف العملة وارتفاع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى في خمسة أعوام ونصف العام في فبراير/شباط عند 31.9 %، زادا من الضغط على البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة حتى لو زاد ذلك تكاليف خدمة الديون الحكومية المتصاعدة.
ومن بين ديون مصر الخارجية الكبيرة، هناك 3.5 مليار دولار من المدفوعات لبرامج صندوق النقد الدولي السابقة التي تستحق بحلول نهاية هذا العام.
وتظهر السوق السوداء استمرار نقص العملة الصعبة الذي تعاني منه مصر منذ ما يزيد على عام.
وقال فاروق سوسة من جولدمان ساكس "الطلب على النقد الأجنبي مستمر في تجاوز المعروض، ما يوفر الظروف لنمو السوق الموازية".
وأضاف "تقلصت خيارات مصر إلى خيار بسيط: إما تحسين وضع المعروض من النقد الأجنبي من خلال مبيعات الأصول والإصلاحات، أو خفض الطلب على العملة الصعبة عبر مزيد من الإجراءات المؤلمة".
وأضاف سوسة أن مثل هذه الإجراءات ستشمل على الأرجح مزيدا من خفض قيمة الجنيه ورفع أسعار الفائدة، وستؤدي إلى زيادة التضخم وخفض مستوى معيشة المواطن المصري العادي.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز