«معهد العلوم الإنسانية».. ذراع إخوانية قيدتها فرنسا تهدد سويسرا

حلت فرنسا المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، فخسرت الإخوان ذراعا رئيسية هناك، لكنه يمتد بالفعل في سويسرا، ويكشف شبكة الإخوان في أراضيها.
وكانت باريس قد أعلنت مطلع سبتمبر/أيلول 2025، حل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) في شاتو-شينون، إثر اتهامات بالتحريض على الكراهية والتورط في أنشطة مرتبطة بالتطرف.
لكن اللافت أنّ لهذا المعهد صلات مباشرة في سويسرا بالفعل، وتحديداً بولاية فود، حيث استضاف مسجد بريلي قرب لوزان مؤتمرين ووعاظاً تخرجوا أو درسوا في هذا المعهد.
هذا الارتباط ألقى بظلال على المشهد الإسلاموي في سويسرا، ولا سيما على اتحاد الجمعيات الإسلامية الفودية (UVAM)، المظلة التي تضم المسجد المذكور، وفقاً لموقع "واسطن" الإخباري السويسري.
والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)، تأسس في فرنسا عام 1990 تحت مظلة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وعلى يد أعضاء منفيين من جماعة الإخوان.
وقال الموقع السويسري إن مدير المعهد المنحل، محمد كرموص، وهو فرنسي-تونسي مقيم في كانتون نوشاتيل السويسري، كان أيضاً من أبرز مؤسسي رابطة المسلمين في سويسرا، المعروفة بقربها من فكر الإخوان.
صلات مالية ومؤسساتية
وإلى جانب إدارة كرموص، لعب المعهد دوراً غير مباشر في دعم مشاريع بناء بنية تحتية للمسلمين في سويسرا خلال العقد الماضي، بتمويل خارجي.
المعهد لم يقتصر نشاطه على التعليم الديني فقط، بل تحول إلى منصة لتخريج دعاة وأئمة، انتقل بعضهم لإلقاء محاضرات في مساجد سويسرا، ومنها المسجد الثقافي الإسلامي في بريلي (CCLM)، بحسب الموقع السويسري.
وهذا المسجد، الذي سبق أن ذكر عام 2021 في تقارير صحفية بسبب استضافة "وعاظ مثيرين للجدل"، عاد اليوم إلى الواجهة، بعد أن تبين أنّه استضاف 3 محاضرين مرتبطين بالمعهد الفرنسي ما بين عامي 2022 و2025.
وجوه بارزة
وأحد أبرز هؤلاء هو المحاضر الفرنسي-التونسي منصف زناتي، القيادي السابق بالمعهد، والذي زار المسجد في مارس/آذار 2022.
زناتي، بحسب شهادات معارفه، كان شخصية منفتحة في التسعينيات، لكن "تدريبه في المعهد غيّر مساره الفكري جذرياً"، وهو معروف بترجمته لكتاب "عشرون مبدأ لفهم الإسلام" لمؤسس الإخوان حسن البنا.
إلى جانب زناتي، شارك داعيان آخران تلقيا تدريباً أو عملا في المعهد الفرنسي، في ندوات داخل مسجد بريلي، أحدهما شدد في خطابه على "أهمية التمسك بالسنة النبوية كإطار شامل لحياة المسلم إلى جانب القرآن".
ورغم أن مسجد بريلي يقع تحت مظلة اتحاد الجمعيات الإسلامية الفودية، إلا أن الاتحاد تنصل من أي علاقة بالمعهد الفرنسي، مؤكداً في بيان: "جمعياتنا مستقلة في إدارتها، ولا نرتبط برابطة المسلمين في سويسرا، وبالتالي لسنا معنيين بهذه القضية".
جمعيات أخرى في المشهد
والقضية لم تتوقف عند ذلك، إذ ظهر اسم مؤسسة "قرآن فور سول" (QFS) في جنيف، حيث يشغل أحد خريجي المعهد الفرنسي عضوية مجلس إدارتها منذ أبريل/نيسان 2025، إلا أن المؤسسة نفت أي علاقة تنظيمية مع المعهد، مؤكدة أن مسألة دراسته "شأن شخصي بحت".
كذلك، برز اسم جمعية "Alameen" السويسرية المتخصصة في تعليم القرآن، بعد أن تبين أنّ أحد رعاتها "التربويين" مرتبط بمعهد آخر في باريس-سان دوني (IESH Dionysien)، الذي وُصف من قبل الاستخبارات الفرنسية بأنه "مقرّب من الإخوان". لكن الجمعية نفت رسمياً أي صلة تنظيمية بالمعهد الفرنسي.
الجمعية ذاتها (Alameen) كانت وراء تنظيم مسابقة لتلاوة القرآن في أبريل/نيسان الماضي بجامعة جنيف. لكن إدارة الجامعة ألغت الحدث استناداً إلى قانون علمانية الدولة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز