وزير الداخلية الفرنسي السابق يحذر من الإخوان.. تشريح الخطر وروشتة للمكافحة
حذر زعيم الجمهوريين ووزير الداخلية السابق، برونو ريتايو، من تنامي نفوذ الإخوان في المجتمع، ولعبها على وتر القيم الفرنسية لتحقيق أهدافها
وفي بث تلفزيوني على قناة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية، أعاد رئيس حزب الجمهوريين فتح ملف شائك يلقي بظلاله على السياسة الفرنسية، وهو نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الفرنسي.
وصرح ريتايو، بأن هذه الجماعة تشكل "تهديداً خطيراً" لأّنها تسعى إلى "جعل المجتمع الفرنسي ينزلق نحو التطرف".
وخلال حديثه، وصف هذه الظاهرة بأنها "إسلاموية منخفضة الضوضاء، تتخفى وتستخدم قيمنا الفرنسية".
ريتايو مضى قائلا، إن "استراتيجية الإخوان هي الاختراق التدريجي عبر مؤسسات قانونية تعمل داخل الإطار الجمهوري الفرنسي، لكن بمرجعية دينية إيديولوجية"، موضحاً أن أهداف الإخوان هي إعادة تشكيل المجتمع الفرنسي ثقافيًا وقيمًا.
ولفت إلي أن الإخوان يتلقون التمويل الخارجي من دول أخري عبر جمعيات محلية تستخدم كغطاء مالي، موضحاً أن السلطات الفرنسية تراقب المساجد والمراكز التعليمية التي قد تتهم بنشر خطاب انفصالي أو تكفيري.
وشدد على أن "الهدف ليس الإرهاب المباشر، بل تغيير المجتمع الفرنسي من الداخل ودفعه تدريجيًا نحو قيم تتعارض مع العلمانية".
مؤكداً أن أجهزة الاستخبارات تملك تقارير حول شبكات جمعيات مرتبطة بالإخوان تعمل داخل فرنسا منذ سنوات.
كما انتقد الحكومات السابقة لأنها "تساهلت باسم الحرية الدينية، وتركت الفراغ الذي استغلته الجماعات الأيديولوجية".
روشتة مواجهة
ودعا ريتايو إلى تشديد الرقابة على الجمعيات، ومراقبة التمويلات، ووقف الخطاب الديني السياسي في المساجد، مشيراً إلي أن الإخوان يحاولون الظهور في صورة “حركة سلمية مؤسساتية”، لكن الحقيقة أن خطابهم المزدوج "يقدم وجهاً ديمقراطياً للخارج، وخطاباً أصولياً للداخل".
وجاءت التصريحات في أعقاب نشر تقرير استخباراتي فرنسي في مايو/أيار الماضي، استعرض وجود جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، ما أثار من جديد جدلاً واسعاً حول الإسلام السياسي، وسبل مواجهة ما يُسمى "التغلغل" الاجتماعي والسياسي.
وأوضح التقرير، أن جماعة الإخوان تسعى إلى بناء «أنظمة موازية» في المجتمع الفرنسي عبر ما يُوصف بـ "التغلغل" أو "الانخراط الخفي" داخل مؤسسات دينية، وتعليمية، وشبكات مدنية.
ومن بين المعطيات: نحو 139 مكاناً للعبادة مرتبطة بالجماعة و68 مكانا للعبادة تعتبر قريبة منها، موزعة عبر 55 دائرة فرنسية، ما يمثل حوالي 7 % من مجموع الأماكن المعتمدة للمسلمين في فرنسا خلال العقد 2010-2020.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز