بأسلوب سردي يأخذنا إلى عالم صوفي روحاني يدفع القارئ للتأمل في العالم من حوله والمغزى من الحياة، تعالج الرواية بجرأة حقيقة “الموت”
صدر حديثا عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت وعمّان، رواية "بعد الحياة بخطوة" للروائي والإعلامي الأردني يحيى القيسي.
يتناول القيسي في روايته الجديدة "الحياة ما بعد الموت وعالم الغيبيات"، بأسلوب سردي يأخذنا إلى عوالم صوفية روحانية تثير لدى القارئ رغبة عارمة في التأمل في العالم من حوله والمغزى من الحياة.
وبجرأة شديدة تعالج الرواية الحقيقة التي تؤرق البشر جميعًا وهي “الموت”، ويقدم القيسي بطله وقد طرح أمامه خيارات أخرى بعد الموت مقترحا عليه مواصلة حياته بشكل آخر في عالم مختلف بكل تفاصيله.
توجه الرواية رسالة مباشرة للقارئ بأن "الموت ليس نهاية كما هو متداول"؛ بل "هناك بعد الحياة خطوة"، وهي بداية لحياة جديدة موازية للحياة الأرضية السابقة وحافلة بالعمل من أجل الترقي لما هو أفضل لعوالم أخرى قادمة، بينما تنتظر أرض أخرى تسمى "الحضيض"، أولئك الذين فشلوا على الأرض بسبب أخلاقهم وجرائمهم وطاقاتهم السلبية، وهي حياة قاسية، لا تليق حتى بالحيوانات.
تبدأ رحلة الشخصية الأساسية في الرواية بعد دخول البطل في غيبوبة لنحو شهر من الزمان، إذ يترك جسده المادي على سرير المستشفى، ويغادر بوعيه الحاد أو جسده الأثيري إلى عوالم جديدة ضمن معراج ذاتي يقوده إلى مقابلة من سبقه في الرحيل أو الانتقال "الموت".
وهناك تعرض حياته السابقة أمامه كاملة ليعرف أين أصاب وأين أخطأ في رحلته الأرضية، ويصف بالتفصيل الحياة "الفردوسية" التي يعيشها من يستحقها هناك من الأرواح الراقية، وكيفية مواصلتهم أعمالهم الأرضية السابقة بصورة أخرى مختلفة عن المقاربة المعهودة في المرويات التراثية أو الدينية، ضمن خيال جامح يحاول بثّ الأمل في النفوس التي عذبها فقدان أحد المقربين، أو هؤلاء ممن هم مصابون أساسًا بما يسمى "قلق الموت". أو "عذاب الفراق".
الرواية الجديدة للقيسي تندرج ضمن مشروعه الروائي المنشغل بالمسائل الروحانية والماورائيات، والذي تمثّل في رواياته السابقة لتتشكل في النهاية رباعية سردية تحتاج إلى كثير من التأمل والدراسة، كونها تمتلك خصوصيتها وعناصرها المميزة.
يذكر أن يحيى القيسي روائي وباحث وإعلامي من مواليد حرثا – شمال الأردن عام 1963، سبق أن أصدر 3 روايات هي "باب الحيرة" 2006، "أبناء السماء" 2010، "الفردوس المحرم" 2016، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين هما "الولوج في الزمن الماء" 1990، و"رغبات مشروخة" 1996، وكتابين في الحوارات والترجمة.
عمل القيسي في الصحافة العربية بتونس والأردن، كمراسل لصحيفة القدس العربي اللندنية متخصصًا في الثقافة لمدة 10 سنوات، كما عمل مديرًا في وزارة الثقافة الأردنية حتى العام 2006، ونائبًا لمدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالإمارات حتى نهاية العام 2016، كما حصل على منحة التفرغ الإبداعي لوزارة الثقافة لكتابة رواية تصدر نهاية العام 2018.