بالصور.. تجليات الموروثات الأردنية في أسابيع الشارقة التراثية
الحدث ركز على تقديم عرض أزياء للملابس التراثية القديمة لما يمثله الزي الشعبي من أهمية كعنوان بارز للمجتمع الأردني.
انطلقت قبل أيام فعاليات أسبوع التراث الأردني التي تمتد حتى الخميس بتنظيم من معهد الشارقة للتراث.
وخلال أنشطة الحفل الذي حضره السفير سعد الرديدة القنصل العام الأردني في دبي والإمارات والشمالية و د.عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث و أبناء الجالية الأردنية تعرف الجمهور على أبرز ملامح فلكلور المملكة الهاشمية من خلال الأنشطة التراثية التي تضمنت تقديم مأكولات وملابس وعروض موسيقية وأدائية وحرف من الموروث الشعبي الأردني.
وتأتي الفعالية ضمن مبادرة أسابيع التراث الثقافي العالمي برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ليكون عام 2018 هو العام الثالث على التوالي الذي يواصل فيه المعهد الاحتفاء بتراث الشعوب وثقافة الأمم بهدف تعزيز روح التسامح والإنسانية القائمة على فهم الآخر والتواصل معه للانفتاح على العالم.
وقدمت المبادرة التي انطلقت عام 2016 فعاليات وأنشطة تراثية لما يزيد عن 17 دولة من العالم العربي وأوروبا وأسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وتأتي أنشطة أسبوع التراث الأردني لتقدم إضافة جديدة للجمهور يتعرف فيها على عادات وتقاليد الأردن وما يميزه من حرف وألعاب وأزياء شعبية، بالإضافة إلى موضوعات التراث الثقافي غير المادي التي تعبر عن الممارسات الثقافية الحية، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والمعارف والممارسات والأمور المرتبطة بالصناعات الحرفية التراثية، والموسيقى التقليدية والآلات الموسيقية.
ويأخذ الأدب الشعبي وأشكال التعبير المختلفة حيزا من البرنامج الموجه للجمهور، كونه الوعاء الذي يختزن قيم المجتمع المتوارثة وعاداته القولية ونمط سلوكه ومعتقده، وقد تجسدت تلك النماذج والممارسات في فعاليات الأنشطة من خلال جلسات الشعر الشعبي والشلات التراثية المليئة بالمعاني القيمة والمثل الراقية التي درج عليها الآباء والأجداد.
ويقدم المحفل الشعبي أشكال وتعابير مختلفة لأنماط متنوعة من الفنون التشكيلية التراثية تشمل الأشغال اليدوية: مثل الغزل والنسيج والمنحوتات الخشبية والفخار والزجاج، والأزياء بأنماطها المتنوعة حسب المناطق، والحلي وأدوات الزينة والأثاث والأواني.
وركز الحدث على تقديم عرض أزياء للملابس التراثية القديمة لما يمثله الزي الشعبي من أهمية كعنوان بارز للمجتمع الأردني، ودليل واضح على تراثه وعاداته وتقاليده، فمثلت الملابس مرآة عاكسة للمجتمع والحياة في الأردن، ومرجعاً وطنياً لأهل البلد والمنطقة والمدينة، حيث يختلف الزي الشعبي الأردني باختلاف المنطقة والمدينة ويتباين التصميم والتطريز واللون من مكان لآخر، كما تتنوع أغطية الرأس والقمطات وعصبات الرأس كما وضحت المعروضات.
ويتضح من خلال النماذج المقدمة أن الأزياء الشعبية للمرأة الأردنية تميزت بوجه عام بالاتساع والطول، حيث يصنع الجلباب الحريمي من لون أسود أو من لون غامق، يرافقه في أغلب الأحيان غطاء شعر يغطي معظم الرأس، لنجد أن الزي الشعبي الأردني مأخوذ من الزي الشعبي في بلاد الشام عامة، ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً نظراً للعوامل المتعددة المشتركة كالقيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والظروف الاقتصادية.
ويمكن للجمهور التعرف على الحلي البدوية من خلال المعروضات التي تقدم نماذج من المصوغات البدوية متمثلة في التراكي التي كانت تلبس على الرأس، والحلق، والوردينة التي توضع في أحد جانبي الأنف، والعوان الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدلياً، والكردان في العنق، وأخيراً الحجول أو ما يعرف بخلاخيل الأرجل.
أما الزي القديم للرجل الأردني فيتشابه مع ألبسة الرجال في منطقة بلاد الشام من حيث الشكل والبساطة التي تتماشى مع طبيعة الحياة القروية أو البدوية أو المدنية، ولأن سكان الأردن في الأصل من البدو، نجد أن أغلب اللباس التقليدي لهم هو اللباس البدوي الذي يتألف من: الكبر أو القمباز أو الدشداش والقضاضة والدامر والعباءة والسروال والشماغ والجناد.
و للأزياء الشعبية الأردنية استعمالات ودلالات اجتماعية ودينية واقتصادية وجغرافية، يتعرف عليها الزوار في أسبوع التراث الأردني، فمثلا العصبة الحمراء ترتديها المرأة الشابة، والسوداء ترتديها المرأة المتقدمة في السن، كما ترتدي المرأة الشابة المتزوجة ثوباً مزخرفاً بألوان مختلفة عن ثوب المرأة العزباء، كل حسب منطقته، ولكل مناسبة ثوبها وزخارفها الخاصة كأثواب العمل والفرح والحزن، ولأثواب الأعراس مكانة خاصة ومواصفات معينة، فتجد الأثواب الملونة المزخرفة بخيوط ذهبية، وتجد الثوب الأبيض وزخارفه المطورة بالألوان الزاهية تعبيراً عن الحب والوفاء .
ويقدم القائمون على الفعالية الأردنية المنعقدة في معهد الشارقة للتراث لزوار المكان أفضل الأطباق الشعبية الأردنية، حيث يمتاز المطبخ الأردني بأكلات شعبية لا تزال إلى الآن تلقى رواجاً وإقبالاً متميزاً، رغم تطور العصر والانفتاح على أشهى وصفات المطابخ العالمية، ومن أشهر تلك الأكلات: المنسف الأردني والمقلوبة والمكمورة والمكتف ومطبق بصل ومسخن بلدي ومطبق كشك والمفتول والدوالي والكوسا والمجدرة ومهلبية بالحليب والكعيكبان والرز بالحليب والعسل.