بعد تقلب الدولار.. اليوان عملة احتياط دولية آمنة
البنك المركزي الصيني يؤكد أنه سيحافظ على سعر صرف اليوان مستقرا بشكل أساسي.
تهدف الحكومة الصينية منذ عدة سنوات لدعم الاستخدام الدولي لعملتها اليوان، وكثفت جهودها مؤخراً للسماح لمزيد من المؤسسات المالية الأجنبية بدخول السوق المحلية.
ويعزز تلك الأهداف قوة الاقتصاد الصيني، فقد تسارع الإنتاج الصناعي للبلاد ونمت مبيعات التجزئة لأول مرة هذا العام متجاوزة توقعات المحللين.
وقرر صندوق النقد الدولي قبول اليوان الصيني كخامس عملة للاحتياطيات الدولية، وذلك إلى جانب (الدولار، والين، واليورو، والجنيه الإسترليني) خاصة أن التعاملات التجارية للصين ضخمة جدا حتى لا يكاد يخلو أي سوق من المنتجات الصينية.
وفي هذا الصدد، قال البنك المركزي الصيني، اليوم الإثنين، إنه سيحافظ على وفرة السيولة على نحو معقول ويوجه تكاليف التمويل نحو الانخفاض.
وأضاف البنك الصيني في بيان عقب اجتماع لجنته المعنية بالسياسة النقدية أنه سيجعل هذه السياسة أكثر مرونة واستهدافا.
وتابع قائلا إنه سيحافظ على سعر صرف اليوان مستقرا بشكل أساسي.
وقالت وكالة شينخوا الصينية، ضخ البنك 40 مليار يوان (نحو 5.86 مليار دولار أمريكي) إلى السوق من خلال إعادة الشراء العكسي لمدة 14 يوما بسعر فائدة 2.35 بالمائة، وفقا لما جاء في بيان له في موقعه الالكتروني.
وقال البنك المركزي إن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على استقرار السيولة في النظام المصرفي في نهاية الربع الثالث.
عملة احتياط
وقفز اليوان الصيني لأعلى مستوى في 16 شهرا مقابل الدولار قبل أيام بدعم بيانات صينية حول التعافي الاقتصادي بعد إجراءات عزل بسبب جائحة كورونا بينما نزل الدولار الأمريكي مع تحسن الإقبال على المخاطرة.
وارتفع اليوان في التعاملات الخارجية وفي الداخل. وسجل اليوان في التعاملات الخارجية أعلى مستوى الثلاثاء الماضي في 16 شهرا عند 6.7725 مقابل الدولار الأمريكي قبل أن يهبط قليلا.
وكتب لي هاردمان محلل العملة في ام.يو.اف.جي "بشكل عام، فإن أحدث بيانات شهرية للأنشطة تشجع على الاعتقاد بأن قوة الدفع الإيجابية المرتبطة بالدورة الاقتصادية في الصين ستستمر في الفترة المتبقية من العام".
وارتفعت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي في أغسطس آب مع استمرار ضعف الدولار الأمريكي ومكاسب كبيرة لليوان الصيني وسط تعاف لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأظهرت بيانات من البنك المركزي الصيني أن احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، وهي الأكبر في العالم، ارتفعت بمقدار 10.2 مليار دولار في أغسطس آب لتصل إلى 3.165 تريليون دولار.
وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن تقفز احتياطيات البلاد بمقدار 21.61 مليار دلار.
وارتفع اليوان حوالي 1.8 بالمئة مقابل الدولار في أغسطس آب، وواصل الصعود في مطلع سبتمبر أيلول، بينما تراجع الدولار نحو 1.3 بالمئة أمام سلة من العملات الرئيسية الأخرى.
وأشارت البيانات إلى أن حجم احتياطيات الصين من الذهب بلغ 62.64 مليون أوقية (أونصة) في نهاية أغسطس آب بلا تغير عن نهاية يوليو تموز، بينما تراجعت قيمتها إلى 122.62 مليار دولار من 123.09 مليار دولار.
وقبل أيام قالت مؤسسة مورجان ستانلي للخدمات المالية والاستثمارية إن زيادة الاستثمار الأجنبي في الأسواق الصينية يعزز استخدام اليوان، ليصبح في المركز الثالث في احتياطي دول العالم من النقد الأجنبي بعد الدولار واليورو خلال عشر سنوات.
وارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تدفق على الصين والمستخدم فعليا، بنسبة 18.7% على أساس سنوي في شهر أغسطس/آب الماضي، ليصل إلى 84.13 مليار يوان (بنحو 12.3 مليار دولار أمريكي )، بحسب وزارة التجارة الصينية.
وذكرت المؤسسة المصرفية الأمريكية في تقرير نقلته شبكة سي إن بي سي الإخبارية، أن اليوان الصيني يشكّل حالياً نحو 2% من أصول احتياطي العملات الأجنبية العالمي، ولكن تلك النسبة قد ترتفع إلى ما يتراوح بين 5 و10% بحلول عام 2030، متفوقاً على الين الياباني والجنيه الإسترليني.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز