تونس تطوي صفحة برلمان الإخوان.. ديمقراطية تنهي "العشرية السوداء"
طوت تونس صفحة برلمان الإخوان نهائيا بالانتخابات النيابية التي تجريها، الأحد، والتي اعتبرها مراقبون بمثابة "شهادة وفاة"لحركة النهضة.
وحاربت تونس خلال الأيام الماضية محاولات تنظيم الإخوان إثارة الفوضى عبر دعوات لمقاطعة الانتخابات كأحد المسارات الديمقراطية المعروفة، وذلك لعرقلة مسار الإنقاذ الذي اتبعه الرئيس قيس سعيد.
مخططات الفوضى تلك والتي كانت قبل أيام من الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية قادها معاذ الغنوشي، نجل زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، أحبطتها السلطات التونسية.
وتمثلت تلك المخططات التي أراد من خلالها الإخوان العبث بأمن تونس وتدمير ما تبقى منها، توزيع أموال لتنظيم مظاهرات ليلية لإثارة الفوضى والسرقة والنهب في الشارع لاستنزاف قدرات الأمن التونسي.
وسارع التونسيون، اليوم الأحد، نحو مراكز الاقتراع، رغم دعوات الإخوان للمقاطعة، لوضع حد لمنظومة "سرطانية" دمرت وطنا كان يعيش حالة اقتصادية واجتماعية جيدة قبل 2011، ليجعل منه بلدا يعاني وهنا اقتصاديا ووضعا اجتماعيا صعبا.
نهاية حركة النهضة
ويرى مراقبون للمشهد السياسي بتونس أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة إعلان نهاية حركة النهضة وأذرعها، وستفضي إلى برلمان جديد يُنهي حقبة العشرية السوداء.
وقال نجيب البرهومي، الناشط والمحلل السياسي التونسي، إن تنظيم الإخوان دخل التاريخ من أصغر أبوابه بعد تدميره تونس وجعلها من دولة تحب الحياة لبلد غارق في الموت والدماء، مضيفا:"لن ننسى جرائمهم والاغتيالات السياسية ومعاناة عائلات من الشباب الذي غرر به عن طريق وعاظ ودعاة، للسفر نحو بؤر الإرهاب والتوتر".
وأكد في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن هذا التنظيم أفقد تونس بريقها بين الدول ليجعل منها وطنا يعيش على الهبات ويفتقد حتى المواد الغذائية لإطعام شعبه.
وتابع:"هذا التنظيم جعل من تونس، بلداً يبحث عن رغيف الخبز ومدانا للبنك الدولي بعد أن تسببت سياسات الإخوان في إفلاس الخزينة التونسية وشح مواردها".
وواصل حديثه، قائلا:"اليوم يطوى تماما ملف برلمان الإخوان وستكون تونس أمام مشهد برلماني جديد".
وأوضح أن الرئيس التونسي قيس سعيد استكمل تأسيس منظومته السياسية الجديدة التي أعلن عنها يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2021 ،بعد حله البرلمان في 25 يوليو/ تموز 2021.
وأكد أن هذه الانتخابات تنهي الفوضى السياسية التي عانت منها تونس نتيجة 10 سنوات من حكم حركة النهضة الإخوانية.
خارطة الطريق
ووفق "خارطة الطريق" التي أعلنها الرئيس التونسي، فإن الانتخابات تجرى بعد وضع قانون جديد للانتخابات، وسبقها مراحل تخص حل البرلمان الذي سيطرت عليه حركة النهضة، وإعادة تشكيل الحكومة، ووضع دستور جديد، إضافة إلى إصلاحات قضائية واقتصادية.
وجاءت هذه الإجراءات التي وصفت بـ"التصحيحية"، بعد سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على حكم حركة النهضة الإخوانية للبلاد منذ عام 2011، واتهامات لها بإعلاء مصلحة التنظيم الإخواني على مصلحة تونس، وبالفساد السياسي والمالي ونشر الإرهاب.
وكان الناخبون التونسيون قد توجهوا صباح الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات التشريعية، لانتخاب أعضاء البرلمان الجديد وسط ترقب لنسب المشاركة.
ويُصوت اليوم نحو 7,8 ملايين ناخب تونسي في جولة الإعادة، بعد أن جرت الجولة الأولى في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسجلت نسبة مشاركة بلغت 11.22 %.ويتنافس في جولة الإعادة 262 مرشحا بينهم 34 امرأة على 131 مقعدا.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز