الموت المنظم للخلايا.. أحدث طرق الكشف عن السرطان
تقنية جديدة للكشف عن السرطان توصلت لها باحثة مصرية عن طريق إجراء تحليلات جينية لتحديد مدى تخلص الجسم من الخلايا غير المرغوب فيها.
أوصت باحثة مصرية بالمركز القومي للبحوث، بتفعيل إجراء تحليلات جينية للكشف عن مدى كفاءة قيام الجسم بالعملية الحيوية المعروفة باسم "الموت المنظم للخلايا"، وذلك قبل البدء في اتخاذ قرار علاج السرطان.
ويقوم الجسم بشكل دوري بالتخلص من الخلايا غير المرغوب فيها، والتى تسبب السرطان مثل الخلايا القديمة أو غير السليمة فى النمو، ومن أحد أسباب ظهور السرطان هو فقدان الجسم لأحد مقومات هذه العملية الحيوية المهمة.
وتشرح نورا ناصف عبدالجواد، الباحثة بشعبة الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومي للبحوث لـ"العين الإخبارية" هذه العملية قائلة: "توجد بروتينات متحكمة فى عملية الموت المنظم للخلايا فى الجسم، وتعرف باسم (عائلة بي سي الـ2)، فهي تعتبر مركز تلك العملية، حيث تنقسم إلى كتيبتين تتبادلان العمل فيما بينهما بنظام دقيق، فالكتيبة الأولى تعمل كدواسة البنزين في السيارة، بينما الكتيبة الثانية تعمل كالفرامل توقف عملها في الوقت المناسب، لأن زيادتها عن الحد المطلوب يعني أن يقوم الجسم بمهاجمة الخلايا دون تفريق".
وإذا كانت بروتينات (عائلة بى سي الـ2) هي مركز تلك العملية، فإن إطلاقها يعتمد على جيني (الباكس) و(الباك)، والمنتجان لبروتينات تحمل نفس الاسم، ومن ثم فإن إجراء تحليل جيني يهدف إلى اختبار فاعلية هذه الجينات، يمكن أن يكون من دلائل الأورام التي يجب البحث عنها قبل البدء في العلاج، كما تؤكد الباحثة.
وتضيف الباحثة أنها توصلت لذلك بعد دراسة على 23 حالة سيدة مصابة بسرطان الثدي، حيث أخذت عينات خلايا مصابة وخلايا سليمة من نفس الحالات، واكتشفت أن أي تغير فى التعبير الجينى لجيني (الباك) و(الباكس) كان مصاحباً للخلايا السرطانية عنه فى الخلايا السليمة.
وتفيد هذه النتيجة التي توصلت لها الباحثة، ليس فقط في مجال الكشف عن المرض، بل يمكن أن تحدث تغييراً في بروتوكلات العلاج لمرض السرطان، بحيث تعمل على علاج الخلل الجيني قبل البدء في العلاج الكيماوي.
وتقول الباحثة: "أدوية السرطان تقوم على فكرة استحساس عملية الموت المنظم للخلايا بالأساس، فإذا كانت هذة العملية غير فعالة فى الجسم فماذا سيفعل الدواء إذاً؟".
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز